رفع عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور عبدالله السحيباني حكم إقامة الأندية الرياضية النسائية من «الجواز» إلى «الندب»، وقال: «إن النوادي النسائية الرياضية مطلب ينادي به كثير من النساء اليوم لما يحصل به من فوائد التدريب واللياقة وتحصيل القوة البدنية، وقد يكون هذا مفيداً صحياً واجتماعياً وتربوياً»، لكنه اشترط أن يحسن القائمون إدارتها والإشراف عليها، وضمان خلوها من المنكرات الأخلاقية والسلوكية كالتعري وما شابهه أو الاختلاط. وأوضح في رد على سؤال وجه إليه من خلال موقع الإسلام اليوم «لا أرى حرجاً في إقامة الأندية النسائية، بل قد يكون مندوباً إليها، بحسب ما يحصل فيها من المصالح والفوائد للنساء»، واستدرك الدكتور رأيه، محرماً الأندية التي يقع فيها «نبذ للحياء والسفور والتعري أو الاختلاط وما شابهه»، لكنه حث في نهاية إجابته على الاستعانة بأعضاء هيئة كبار العلماء، لاستصدار فتوى محررة، يعرض فيها مسوغات إقامة المشروع، والحاجة إليه وضوابطه. ويعرّف المندوب عند علماء الفقه بأنه «ما أمر به الشارع لا على وجه الإلزام، فيثاب فاعله ولا يأثم تاركه». وجاءت تعزيزات الدكتور السحيباني للرياضة النسائية وفق شروطه، متزامنة مع دراسة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالسماح بفتح أندية رياضية نسائية. ورغم ان العديد من النساء في السعودية يمارسن رياضة المشي في الأماكن العامة أو الاستعانة بعدد من المراكز الطبية، لتخفيف الأوزان، إلا أن إنشاء أندية رياضية مستقلة، يواجه تبايناً في الآراء، إذ يرى عدد من العلماء حرمة هذه الأندية، وأنها مخالفة ظاهرة لما جاءت به الشريعة من أحكام قويمة، فيها صيانة كرامة المرأة المسلمة عن التدنس بأخلاق الجاهلية، وأيد هذا الرأي عضو هيئة كبار العلماء المتوفى الشيخ عبدالله الجبرين، والشيخ عبدالرحمن البراك، والشيخ عبدالعزيز الراجحي، معتبرين أن «فتح هذه الأندية من أعظم الأسباب وأوسع الأبواب لإشاعة الفاحشة»، محذرين «عموم المسلمين من الانخداع بالدعايات المضللة لهذه الأندية». مستدركين أن «تحريم فتح الأندية ليس تحريماً لجنس الرياضة» مجيزين للمرأة أن «تمارس الرياضة في بيتها بالوسائل المتاحة». وتتزامن المطالبة بفتح الأندية الرياضية النسائية مع دراسة أعدها مركز المعلومات في وزارة الصحة، أشارت إلى أن زيادة السمنة لدى الإناث أعلى من الذكور، إذ بلغت نسبة السمنة لدى النساء 51 في المئة، ما دفع إلى المطالبة بفتح أندية رياضية نسائية، للمساهمة في تقليل الوزن لديهن، إذ تعد السمنة من الأسباب الرئيسة لعدد كبير من الأمراض المزمنة، في مقدمتها السكري، والضغط، وأمراض القلب والشرايين.