لقد عرف المجتمع السعودي بأنه مجتمع محافظ على مبادئه الإسلامية وقيمه , لكن مع الانفتاح العولمي أصبح هنالك خلل وضعف في التوازن الاجتماعي وتغير أثر ليس على الهوية الإسلامية فقط بل حتى على الهوية الوطنية بصفة هذا الإنسان مواطن سعودي يحمل أعراف وتقاليد ذات سمات خاصة– على أية حال – لقد تعرض المجتمع في العقدين الماضيين إلى تحولات اجتماعية أحدثت انقلابا في القيم التي صاغت سلوك هذا الإنسان وقد يعود السبب كما اشرت إليه هو الانفتاح العولمي الذي أفسح الطريق لكثير من العادات السلبية وسلوكا غير قيم ليصيغ لنا توجهات جديدة تشوه السلوك العام . إنك حينما تذهب إلى مجمع تجاري للتسوق أو المحاضن والمرافق العامة للنزهة ترى التحول الغريب في المجتمع على مستوى الزي والمظهر تحديداً تحس بأن هنالك مشكلة وخطر يهدد هوية هذا المجتمع .!! حينما تشاهد بعض الشباب يلبسون البناطيل و الأقمصة ويحيط بعضهم عنقه بقطعة سلسال أو يضع على عضده أسوار من حديد تتيقن بأن هنالك تدهور .! إنك حينما تشاهد بعض النساء يلبسن البناطيل ومنها ما هو قصير أمام مرأى من أعين الناس ولا أحدثك عن العباءات التي تخجل من وصفها تحس بأن هنالك هبوط بشخصية الإنسان الذي يرعاها أو يصحبها في المرفق العام إذا كان هنالك إنسان .!!! من المسؤول عن هذه المشكلة .؟؟ من المسؤول عن توعية المجتمع لكي يكون لدى بعض أفراده القدرة على التمسك بقيمة ومبادئه التي صاغت سلوكنا العام رغم التحديات التي تواجهنا .؟ من المسؤول عن الحفاظ على نسق القيم و بناء القيم بالمجتمع والحفاظ على هوية هذا المجتمع .؟ إن المظهر العام والذوق العام لأي مجتمع كان هو دليل على توجه و حضارته وأصالته بغض النظر عن ما هيٌِه هذا المجتمع , وإذا كان الفرد له الحرية في مظهرة فالذوق العام وهوية هذا المجتمع ليس ملك للأشخاص بل هي نظام عام وفق مبدأ نستقيه من قيمنا وأصالتنا العربية وهي نسيج مجتمعي متماثل في الذوق والتقاليد والقيم ليس لأحد الإفتاء آت عليها تحت ذريعة أنه حر ويلبس ما يريد .!! إن المسؤول الأول في تقديري هي الأسرة وتليها المدرس ثم خطباء الجوامع ولا ننسى الجهات الحكومة ذات العلاقة التي لا تزال في سبات عميق نحو معرفة توجهات المجتمع والمبادرة في حل المشكلات والمحافظة على هوية المجتمع فإذا لم يعالج الزي والمظهر لدى بعض أفراد المجتمع فإن هذه المشكلة ستصبح ظاهرة تنتشر حتى ما تصبح عادة عامة على مستوى الشباب والنساء أو تعتبر قيمة في مفهوم البعض يطالب بها ثم نتساءل هوية المجتمع إلى أين .؟؟؟ [email protected]