قال مسؤول ايراني كبير ان المزاعم الامريكية بأن ايران خططت لاغتيال السفير السعودي في واشنطن هي محاولة "مؤذية" لاذكاء التوتر بين طهران والرياض. وأعلنت السلطات الامريكية يوم الثلاثاء أنها أحبطت مخططا لرجلين يرتبطان بأجهزة أمنية ايرانية لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير. وألقي القبض على أحدهما الشهر الماضي بينما يعتقد أن الاخر في ايران. ونفى رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني الاتهامات في جلسة علنية للبرلمان مؤكدا الموقف الايراني الرسمي. وأضاف قائلا للبرلمان في كلمة بثتها الاذاعة الحكومية على الهواء "هذه المزاعم مبتذلة... انها لعبة هواة طفولية... نعتقد أن جيراننا في المنطقة يعلمون تماما أن الامريكيين يستخدمون هذه القصة لافساد علاقتنا بالسعودية." ورفض وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي المزاعم الامريكية وقال ان الولاياتالمتحدة يجب أن تعتذر عما قالته. وأضاف في تصريحات نقلتها قناة العالم الاخبارية الايرانية التي تبث باللغة العربية "المزاعم الامريكية مؤذية وحمقاء وأؤكد لكم أنهم سيعتذرون في المستقبل." وقال الامير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية يوم الاربعاء ان هناك أدلة قوية على أن ايران وراء مخطط لاغتيال سفير السعودية في واشنطن. وقال الامير تركي في مؤتمر للصناعة في لندن "... كم الادلة في القضية هائل ويظهر بوضوح مسؤولية ايرانية رسمية عنه." وأضاف "هذا غير مقبول. لابد وأن يدفع أحد في ايران الثمن." وتصاعد التوتر بين السعودية وايران منذ مارس اذار حين أرسلت السعودية قوات لمساعدة البحرين في إخماد احتجاجات داعية للديمقراطية قادتها الاغلبية الشيعية بالمملكة التي يحكمها السنة. ويشكو الشيعة في البحرين منذ فترة طويلة من التمييز الطائفي. ووجهت البحرين اتهاما لايران بالوقوف وراء الاضطرابات وهو ما نفته طهران كما نفته أيضا الاحزاب السياسية الشيعية بالبحرين. ووصف الرئيس الامريكي باراك أوباما مخطط الاغتيال المزعوم بأنه انتهاك صارخ للقانون الامريكي والقانون الدولي. وقالت السعودية انه "انتهاك دنيء." واستبعد حسن قشقوي نائب وزير الخارجية الايراني تأثر العلاقات بين ايران والسعودية ونقلت عنه وكالة فارس شبه الرسمية للانباء قوله "هذه المزاعم التي لا أساس لها لا يمكن أن يكون لها أدنى أثر على علاقاتنا." لكن بعض المحللين الايرانيين لا يتفقون مع هذا الرأي. وقال المحلل سعيد ليلاز "هذا سيضر العلاقات (مع السعودية)... وفي 2012 ربما تحدث مواجهة عسكرية بين طهرانوواشنطن." ولم تستبعد الولاياتالمتحدة واسرائيل القيام بعمل عسكري لمنع ايران من امتلاك أسلحة نووية. وتقول طهران ان برنامجها مخصص فقط للاغراض السلمية. واتهمت السعودية ايران بشكل غير مباشر باثارة الاضطرابات في منطقتها الشرقية الغنية بالنفط والتي تعيش بها معظم الاقلية الشيعية بالمملكة وشهدت احتجاجات في وقت سابق العام الحالي. وقال لاريجاني ان مزاعم واشنطن "الملفقة" تهدف الى صرف الانتباه عن الانتفاضات الشعبية في الشرق الاوسط والتي تقول ايران انها استلهمت ثورتها الاسلامية التي اندلعت عام 1979 وأطاحت بالشاه المدعوم من الولاياتالمتحدة. وأضاف "امريكا تريد صرف الانتباه عن المشاكل التي تواجهها في الشرق الاوسط لكن الامريكيين لا يستطيعون وقف موجة الصحوة الاسلامية باستخدام هذه الذرائع."