توقع محامي السفارة السعودية بصنعاء، عبدالله بن محمد المجاهد أن تكون الرصاصة التي أصابت جسد المبتعث السعودي محمد الكثيري، وأودت بحياته أول من أمس في العاصمة اليمنية، نتيجة رصاصة طائشة أطلقت من أحد الأفراح المجاورة للمطعم الذي تناول فيه الشاب السعودي وجبة الغداء، مبينا أن الوضع الأمني أصبح دون ضوابط مما تترتب على ذلك أضرار وحوادث مأساوية. وقال في تصريح لصحيفةالوطن السعوديه أمس: إن السفير السعودي علي بن محمد الحمدان اتصل مباشرة بأولياء الدم لمعرفة ما إذا كان لهم خصوم أو يتهمون أحدا في اليمن، وقال: أوكلتني السفارة بمتابعة القضية لدى النيابة، والمحكمة التي ستنظرها، وهي محكمة جنوب غرب أمانة العاصمة صنعاء التي تقع الجريمة ضمن اختصاصها. من جهته، أكد صالح الكثيري والد الطالب القتيل من صنعاء أنه من المتوقع وصول جثمان ابنه إلى الرياض صباح اليوم على رحلة تابعة للخطوط اليمنية، وقال: وصلنا إلى صنعاء وعددنا ثلاثة "أنا واثنان من أعمام القتيل"، وسنعود أربعة "بعد أن نصطحب الجثمان" الذي سنتسلمه في الواحدة من فجر اليوم الجمعة، وأكد ما ذهب إليه المحامي من أن الرصاصة التي اخترقت جسد ابنه جاءت من مسافة بعيدة وأن العيار كان في نهايته، مضيفا: أن المرافقين لابنه أثناء إصابته قالا: إنه تلفت وراءه بعد الإصابة ليرى ما الأمر. وأردف: أن المسؤولين اليمنيين أكدوا له أن المكان الذي حدث فيه الحادث لم يشهد أحداث عنف من تلك التي تشهدها صنعاء حاليا، وأن ابنه كان على علاقة حسنة مع الجميع، والدليل وفود زملائه الطلاب في الكلية للتعزية، وشكر الكثيري السفير السعودي في صنعاء والملحقين العسكري والثقافي، وكذلك المسؤول في وزارة الخارجية عبدالعزيز بن عبدالله المغيصيب الذي تابع الموضوع أثناء وجوده في القاهرة. وأرجعت الملحقية الثقافية استمرار دراسة بعض الطلاب السعوديين في اليمن إلى رغبتهم الشخصية في استكمال دراستهم الجامعية على حسابهم الخاص على الرغم من إبلاغهم منذ الأشهر الماضية بإيقاف الدراسة إلى أن تستقر الأحداث الأمنية في صنعاء. وأوضح الملحق الثقافي عبدالرحمن بن سعد الحسينان أن وزارة التعليم العالي أوقفت بنود اتفاقية دراسة المبتعثين والمبتعثات في جامعة العلوم والتكنولوجيا إلى إشعار آخر، تبعا لاستقرار الوضع الأمني في اليمن. وأشار إلى أنه في حالة استمرار التوتر فسوف يعالج وضع الدارسين والدارسات؛ لاستكمال دراستهم في جامعات أخرى سعودية أو أجنبية. يذكر أن عدد الطلاب السعوديين في جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن حسب آخر إحصائية للملحقية الثقافية بلغ 343 طالبا وطالبة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وكانت وزارة التربية والتعليم في المملكة، أعادت 200 معلم من المعلمين السعوديين الموفدين للجمهورية اليمنية؛ لمباشرة أعمالهم في إداراتهم التعليمية بمختلف مناطق المملكة، حيث وجه وكيل الوزارة للتعليم عبدالرحمن بن محمد البراك خطابا يقضي بإعادة جميع المعلمين السعوديين الموفدين لليمن نظرا للأوضاع الأمنية الحالية هناك. وأكد البراك على مديري التربية والتعليم في المناطق والمحافظات بتوجيه المعلمين العائدين إلى المدارس حسب الاحتياج حتى صدور التوجيهات بخصوص مباشرتهم للعمل مجددا في اليمن.