منذ سنة ونصف تقريباً، وقضية لمس صدر رجل خمسيني تدور في عدد من المحاكم بالمملكة، بعد أن بدأت بمزحة ومداعبة من رجل "أربعيني" أراد -كما يقول- أن يمازح زميله الذي يعمل معه في محكمة حوطة سدير، لتتحول إلى شكوى وقضية تشغل الطرفين والمحاكم أيضاً. وقد أصدرت المحكمة العامة بحوطة سدير أخيراً، حكماً بجلد أربعيني 15 جلدة دفعة واحدة أمام باب المحكمة بعد تقدم مسن يبلغ من العمر 58 عاماً بدعوى قضائية، مشتكياً من وضع الأربعيني يده على صدره وملاعبته لجزء حساس من الصدر. ويأتي هذا الحكم مخففاً بعد أن حكم على المدعى عليه ب50 جلدة إلا أن القاضي خفف الحكم بناءً على ملاحظات من محكمة الاستئناف. وبدأت القضية منذ شهر ربيع الأول العام الماضي بجمع الطرفين ونفى فيها المدعى عليه ما قاله المدعي بأنه تلفظ عليه بألفاظ خارجه عن الذوق العام إلا أنه أقر بأنه لمس صدرالمدعي من باب المداعبة بعد أن كان يتجول في صالة محكمة حوطة سدير وهي مقر عمل طرفي القضية. واستمرت القضية بعد أن طلب ناظر القضية الشيخ صالح الغيب شهادة أحد الأشخاص من جانب المدعي يؤكد فيها بأن المدعى عليه تلفظ على المدعي بألفاظ نابية إلا أن الشاهد ذكر في شهادته أنه شاهد (م.خ) قام بلمس صدر المدعي مرتين متتاليتين أثناء سيره في أحد أروقة المحكمة ولم يتطرق الشاهد إلى تلفظ المدعى عليه بألفاط نابية بحق المدعي، ثم طلب من المدعي تقديم البينة بخصوص تلفظ خصمه عليه بألفاظ نابيه فأجاب بأنه تلفظ عليه أثناء عودته من صلاة الظهرأمام باب المحكمة إلا أن المدعي أقر بعدم قدرته على البينة بسبب عدم وجود أي شخص شاهد في تلك اللحظة على الموقف، بعدها طلب القاضي من المدعى عليه حلف اليمين إلا أنه طلب التأجيل للشهرالقادم وبعدها اجتمع الطرفان وحلف المدعى عليه بأنه لمس صدرالخمسيني. واستمرت القضية بأخذ مجراها بعد أن تم الحكم على المدعى عليه بجلده 50 جلدة على دفعتين إلا أن الحكم رفض من جانب المدعى عليه وتمت إحالته إلى محكمة الاستئناف التي ردت "أن ما حكم به القاضي محل نظر لعدم البينة على ما يوجب التعزير وقد قرر المدعى عليه في لائحته الاعتراضية استعداده لبذل اليمين". واستمرت جهود الوساطة لثني المدعي عن مواصلة القضية أمام القضاء وإصلاح ذات البين عن طريق إدارة الموظفين والمحكمة بالإصلاح، ولم تتحقق النتيجة المرجوة بعدها تمت الكتابة إلى مصلحين مستقلين عددهم ثلاثة وتم منحهم مهلة شهرين للوصول إلى صلح في هذه القضية إلا أن جهودهم لم تفلح كذلك ووصلت مساعي الصلح إلى طريق مسدود. وبلغ عدد المرات التي ذهبت بها القضية إلى محكمة الاستئناف 3 مرات. وقال المدعى عليه إنه صدم بالحكم، معتبراً أنه لم يتصرف بشيء يستوجب العقوبة، مضيفاً حلفت بعد أن طلب مني ووفق ما طلبته في لائحتي الاعتراضية، معتبراً أن خصمه هو من أشغل المحاكم بهذه القضية التي وصفها ب "التافهة" خاصة أن عمره يتجاوز 58 عاماً. وأضاف بأنه لمس صدر المدعي على سبيل المداعبة ولم يتوقع أن تأخذ هذه القضية هذا المسلك، خاصة أن المدعي لم يبق على تقاعده سوى سنة واحدة.