كانت الساعة الخامسة البارحة الأولى موعدا لعودة محمد عبده إلى أرض الوطن وإلى معشوقته جدة وتحديدا في مطار الملك عبدالعزيز. كان ذلك سيتم إذا ما تغلب عناد محمد عبده على إصرار أطبائه والمشرفين على حالته الصحية الذين نصحوه بمواصلة العلاج في باريس، وكان فنان العرب قد خطط للعودة مساء الأحد تحديدا ليقضي أولى ليالي رمضان في المملكة وتناول أول سحور رمضاني في جدة، ورتب من أجل إتمام ذلك والعودة مصحوبا بعروسه الجديدة «فرنسية الجنسية من أصل جزائري» وثلة من أقربائها، وأبنائه الثلاثة نورة، هيفاء، وبدر، إلا أن الطائرة وصلت في موعدها بدونه وعلى متنها زوجته وأبنائه وأقربائه، كما غابت عن الرحلة ابنته ود التي بقيت في باريس لاستكمال أوراق ابتعاثها وبدء دراستها في مجال فن الديزاين والتصاميم، فيما عاد عبدالرحمن إلى لندن لمواصلته دراسة إدارة الأعمال. وكان فنان العرب قد اعتقد بأنه سيحصل على موافقة الأطباء بعد أن شهدت حاله الصحية تحسنا جيدا والحمدلله، إلا أن الأطباء قبل توجهه إلى المطار ظهر الأحد، أصروا على بقائه وكان ذلك أشبه بالأوامر وليس الطلب لكسر حالة العناد التي عرفها الأطباء عن محمد عبده خلال فترة الإشراف على حالته. وأوضح محمد عبده بحسب صحيفة عكاظ قائلا: «لم اعتد على صيام رمضان خارج المملكة وكنت حريصا على قضائه في بلدي وبين أهلي وأبنائي وبناتي فأنا لا أشعر بطعم ورائحة رمضان إلا وأنا في بلدي، عموما أرجو أن يكتمل برنامج علاجي قريبا لأكون خلال الأسبوع المقبل في جدة إن شاء الله». ومن ناحيته يقول صديقه الأقرب في جدة فيصل سلامة الذي لم يفارقه نحو 32 عاما: «هو محق عندما يسعى للعودة مبكرا ولكن حالته الصحية ولو أنها الحمدلله جيدة وتحسنت كثيرا إلا أنني أرى أن امتثاله لتوجيهات الأطباء أكثر وجوبا من رغبته في العودة للحاق بصيام رمضان منذ بدايته، ولو أنني أعرف ماذا يعني صيام رمضان لمحمد عبده في البلد، هو كذلك محب لقضاء العشر الأواخر دوما في مكةالمكرمة حتى لو كان مرتبطا بعمل في أولى أمسيات العيد في أي مكان من العالم، كانت رغبة محمد عبده التي أفصح لي عنها قضاء رمضان الحالي بين جدة والمدينة المنورةومكةالمكرمة، ولكني أرى أن العامل الأهم الآن أن يرضخ محمد عبده لأوامر الأطباء». المعروف ان عودة محمد عبده المتوقعة قريبا تأتي بعد رحلة علاجية طويلة استمرت نحو ثلاثة اشهر تلقى فيها عناية طبية فائقة نتيجة سقوطه المفاجيء في فندق باريسي وصل اليه لقضاء اجازة خاصة مع بناته هناك ، وتكفلت الدولة برعايته وتحمل كافة متطلبات العلاج ، كما رافق محمد عبده طوال فترة الاشهر الثلاثة ابناؤه وبناته بينما تناوب على زيارته شقيقه احمد وابن شقيقته احمد زيد وابنه عبدالرحمن الذي يواصل دراسته قريبا منه في لندن ، كما رافقه بصورة مستمره صديقه الفنان والايقاعي البحريني ياسر مال الله الذي يدير انشطته و كان معه طوال الوقت .