تقع كل من باكستان وجارتها الغربيةأفغانستان على صفيح ساخن حيث تحتدم المواجهات بين العناصر المسلحة ذات الأيدلوجية المتشددة بقيادة حركة طالبان فبعدما اشتدت المواجهات في الجنوب الأفغاني وفرضت حركة طالبان سيطرتها على معظم المديريات في هذه المناطق امتدت هذه المواجهات إلى المناطق الشرقية التي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من المواجهات العنيفة أدت إلى مقتل العشرات من مسلحي طالبان وأوقعت خسائر أيضا في صفوف قوات التحالف ففي أحدث عملية قام بها مسلحو الحركة أسفرت الهجمة الانتحارية التي استهدفت قاعدة عسكرية أمريكية عن مقتل خمسة جنود أفغان ومدني. وأشارت مصادر عسكرية أمريكية إلى أن الانتحاري حاول اختراق بوابة الأمن لهذه القاعدة بولاية باكتيكا الواقعة شرقي أفغانستان فيما أكدت هذه المصادر وقوع أربعة مصابين معظمهم من المدنيين. وياتي هذه الحادث بعد مضي أقل من أربعة وعشرين ساعة على مقتل اثنين من الجنود الدوليين واصابة ثلاثة آخرين في تبادل لإطلاق النار وقع في ولاية كونار شرقي البلاد. وقال بيان صادر عن قوات حلف شمال الأطلسي / الناتو / أن الجنود قٌتلوا عندما هاجم مسلحو طالبان دورية أفغانية كانت تسير مع دورية للقوات الدولية حيث استخدم المسلحون القنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة مما أدى إلى نشوب معركة بين القوات والمسلحين أدت إلى وقوع هذه الخسائر. وقد اضطرت القوات الدولية الاستعانة بطائرات حربية لفض الاشتباكات العنيفة. وعلى الطرف الباكستاني الذي لا يقل حدة عن ما يجري في أفغانستان وفي مدينة سوات وقعت أحداث عنف دامية أعادت إلى أذهان الشارع الباكستاني أحداث محاصرة المسجد الأحمر في إسلام آباد والمواجهات الدامية التي انتهت بها عملية الحصار فقد قامت قوات الأمن الباكستانية مدعومة بوحدات من الجيش الباكستاني بمداهمة مدرسة دينية يتحصن بها أنصار المولوي فضل الله المناهض لسياسية الحكومة الباكستانية والجيش لاسيما قرارها بإعادة نشر المزيد من الجنود في مدينة سوات. وقالت مصادر من المنطقة أن قوات الأمن والمتحصنين توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد ساعات من وقوع تبادل مكثف لإطلاق النار بين المتحصنين وقوات الأمن حيث أسفرت هذه المواجهات عن مقتل مالا يقل عن اربعة من قوات الأمن الباكستانية بعد عملية لاختطافهم ومن ثم قتلهم وكذلك قتل ثلاثة من الطلبة المتحصنين داخل المدرسة. وتأتي هذه المواجهات بعد يومين من سقوط عشرين قتيلا وعشرات المصابين إثر تعرض حافلة لقوات الأمن لهجوم يعتقد بأنه انتحاري في نفس المنطقة المذكورة وجاء الهجوم الانتحاري بعد قرار اتخذه الجيش الباكستاني بنشر مزيد من التعزيزات العسكرية بلغ قوامها نحو الفي جندي. ويرجح بعض المسئولين الأمنيين في المنطقة وجود بعض عناصر مسلحة أجنبية لاسيما بعد إعلان سلطات حرس الحدود الباكستانية باعتقال نحو 140 من الافغان والأوزبك من مدينة تشمن الواقعة على خط التماس الحدودي الفاصل لحدود باكستانوأفغانستان. // انتهى // 1652 ت م