أثارت أعمال العنف التي شهدتها مباراة المنتخب اللبناني وضيفه الكويتي، أمس السبت، والتي وصلت حد إطلاق النار، استياءً واسعاً في لبنان والكويت، واستأثرت على اهتمام أعضاء مجلس الأمة الكويتي. ولم تستطع قوى الأمن الداخلي المتواجدة في ملعب مدينة كميل شمعون الدولي في بيروت السيطرة على حالة الفوضى بين لاعبي الفريقين، وذلك إثر اعتداء لاعب الكويت وليد العلي على أحد لاعبي المنتخب اللبناني، الذي تعرض لإصابة في الرأس، وتطلب الحادث تدخل الجيش اللبناني مطلقاً أعيرة نارية في الهواء لفض الاشتباك الذي استخدمت فيه الكراسي. وبعد ذلك استطاعت القوى الأمنية السيطرة على الموقف، فيما توجه اللاعبون الكويتيون إلى الفندق. وجاء اللقاء ضمن استعدادات المنتخبين للدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل عام 2014، وهو اللقاء التجريبي الأول لبطل الخليج في إطار معسكره الذي يقيمه في لبنان حتى 7 يوليو/تموز الجاري، وهي المباراة الأولى للمنتخب اللبناني بعد توقف دام نحو عامين. وحمّل حسين الحريتي، عضو مجلس الأمة الكويتي، مسؤولية أحداث ملعب كميل شمعون لاتحاد الكرة الكويتي، قائلاً: "ألوم اتحاد الكرة لاختياره بيروت لتكون مقراً لمعسكر الأزرق، بسبب سوء الأوضاع السياسية في لبنان، وهو ما انعكس على جمهور اللقاء". من جانبه، لم يستبعد النائب الكويتي محمد هايف المطيري الارتباط السياسي بأحداث العنف التي شهدها اللقاء الودي بين المنتخبين، بقوله: "عادة ما تنتهي المشاجرات التي تشهدها مباريات كرة القدم بإطلاق صافرة الحكم"، لافتاً إلى أن الحراسة المفروضة على الفندق الذي تقيم فيه بعثة المنتخب الكويتي والتشدد في حماية اللاعبين أمر غير مبرر، متسائلاً: ما الذي يوصل مباراة ودية بها فائز وخاسر إلى إطلاق النار. أسف وتحقيق من ناحيته، تأسف جورج شاهين، مسؤول العلاقات العامة في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، لما حدث بين منتخبين شقيقين خلال مباراة ودية، مشيراً إلى أن الاتحاد اللبناني يحقق فيما حدث، وقال: "ما وصلنا حتى اللحظة، بأن اللاعب الكويتي هو من اعتدى على اللاعب اللبناني وليس العكس، ولكن لا يمكن أن يعتدي لاعب متقدم بالنتيجة بستة أهداف دون سبب، فنحن نحقق لمعرفة ذلك لاتخاذ اللازم"، مضيفاً "كما عرفنا بأن بعض اللاعبين كانوا يتعاملون فيما بينهم أثناء المباراة بشتم وسباب وكلمات نابية في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون الجو أخوياً في لقاء ودي بين أشقاء". ودافع شاهين عن التنظيم الأمني للمباراة بالقول: "المباراة ودية ولم يكن أحد ينتظر ما حدث لتستوجب توفير قوى أمن بعدد كبير، وبعد اشتباك الفريقين وعدم التمكن من إبعاد اللاعبيْن عن بعضهما، فضلت قوى الأمن فضّ الاشتباك عبر إطلاق النار في الهواء، كما عززت قوى الأمن وجودها بشكل سريع وكاف داخل الملعب لتأمين المنتخب الكويتي". وأكد شاهين بأن رئيس الاتحاد اللبناني تدخل فور بلوغه نبأ الحادثة، وأجرى اتصالاته لتوفير كل سبل الحماية للمنتخب الكويتي خلال طريقه من الملعب إلى الفندق، بالإضافة لتأمين محيط الفندق الذي يقيم فيه الضيف، مضيفاً "كما كلفني رئيس الاتحاد بالتواصل مع البعثة الكويتية واتخاذ اللازم، وقد قمت بذلك بالفعل". تغيير جدولمن جانبه، استغرب سطام السهلي أحد أعضاء الوفد الإعلامي الكويتي في بيروت إطلاق قوى الأمن اللبناني النار في الهواء من أجل فض الاشتباك بين لاعبي منتخب بلاده والمنتخب اللبناني، وقال إنه "كان على الاتحاد اللبناني توفير حماية بشكل أفضل وبعدد أكبر من رجال الأمن"، مضيفاً "حتى التنظيم العام للمباراة لم يكن مناسباً". واطمأن السهلي على سلامة جميع أفراد بعثة بلاده، مشيراً إلى أن ما حدث "لم يكن في الحسبان". وأشار السهلي إلى أن إدارة المنتخب قررت تعديل جدول المعسكر الخارجي "على أن يغادر لبنان خلال يومين متجهاً إلى العاصمة الأردنية عمّان، حيث سيشارك في الدورة الرباعية، وذلك بعد إلغاء المباراة الودية ضد عمان والمقرة الأربعاء المقبل في بيروت".