شهدت سماء المملكة مساء يوم أمس الأربعاء وفجر اليوم الخميس 13 و 14 رجب 1432 الموفقا 15 و 16 يونيو 2011 خسوف كلي للقمر اعتبره الفلكيون في غاية الندرة . وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابوزاهرة : انه وكما بينت الحسابات الفلكية لحركة القمر في مدارة حول الأرض فقد بدء دخول القمر إلى منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة 8:27 مساء وحصل انخفاض في لمعان القمر ولكن لم تتم ملاحظته واستمر القمر في حركته إلى وصل للجزء الداخلي من ظل الأرض والذي يعرف بالظل عند الساعة 9:23 مساء حيث بدء في ذلك التوقيت الخسوف الجزئي حيث بدء الطرف الغربي من قرص القمر في الانغمار في ظل الأرض ووصل القمر إلى العقدة الصاعدة عند الساعة 9:34 مساء وكان عندها مخسوف بنسبة 12. في المائة ، وحتى تحدث ظاهرة الخسوف يجب أن تكون الشمس والأرض والقمر تقريبا على استقامة واحدة وهذا الأمر يحدث فقط عندما يعبر القمر قريبا من مستوى الدائرة الظاهرية لحركة الشمس ، عندما يعبر القمر منخلال إحدى العقدتين من مدارة ( العقدة الصاعدة أو العقدة الهابطة ) وبين ابوزاهرة : إن القمر يتحرك داخل ظل الأرض بسرعة حوالي واحد كيلومتر في الثانية ويدوم في أقصى حالته 107 دقيقة . وعلى الرغم من ذلك فان وقت الخسوف الكلي بين بداية الخسوف ونهايته يعتبر وقت طويل جدا حيث انه يمكن أن يستمر أكثر من 4 ساعات ومدة الخسوف تتأثر بموقع بالنسبة للأرض ، وبشكل خاص عندما يكون القمر قريب من نقطة الأوج في مدارة ( ابعد نقطة له من الأرض ) فان سرعته المدرية تكون أبطأ . فقطر ظل الأرض لا يتناقص مع تغير موقع القمر في مدارة لذلك فعندما يحدث خسوف القمر الكلي والقمر قريب من الأوج فان مدته تكون كليا أطول. وعند تمام الساعة 11:13 مساء بلغ الخسوف الكلي ذروته العظمى حيث كان أمام مركز ظل الأرض وعلى الرغم من ذلك لم يختفي كليا الا انه انه اصبح مظلم كما تنبئت الجمعي في وقت سابق وذلك لان أشعة الشمس يحدث لها انكسار بفعل الغلاف الجوي حول الأرض ما يجعله في شكل مخروط ،. أما بالنسبة لون الأحمر الذي تم رصده عند حدوث خسوف القمر الكلي يرجع سببه إلى أن أشعة الشمس التي تصل إلى القمر يجب أن تعبر من خلال طبقة كثيفة من الغلاف الجوي حول الأرض حيث تعمل على تشتيتها ، فاللون الطول الموجي القصيرة وهي الأزرق ومشتقاتها يتم تشتيتها من خلال ذرات الهواء والجزئيات الصغيرة وعليه فان الضوء المار من خلال الغلاف الجوي حول الأرض تسيطر عليه الطول الموجي الطويلة وعليه نشاهد اللون الأحمر يكسي القمر . وهو نفس التأثير الذي يتسبب عند وقت شروق وغروب الشمس حيث تحول السماء إلى لون محمر إن كمية انكسار الضوء يعتمد على كمية الغبار أو السحب في الغلاف الجوي وهذا يتحكم في كمية الضوء المتشتت ، وبشكل عام فالغلاف الجوي المغبر فان الكثير من الأطوال الموجية من الضوء يتم إبعادها ( مقارنه بالضوء الأحمر ) ، وتكون النتيجة بضوء احمر قاتم . إضافة إلى أن الغبار البركاني المقذوف إلى الغلاف الجوي تؤثر أيضا على نتيجة اللون المرئي ويبن ابوزاهرة : أن مجموع مراحل الخسوف المختلفة كانت متفاوتة حيث بلغ مجموع خسوف شبة الظل 5 ساعات و 36 دقيقة و 5 ثواني في حين بلغ مجموع فترة الخسوف الجزئي 3 ساعات و 39 دقيقة و 17 ثانية وبلغ ول الخسوف الكلي ساعة و 40 دقيقة و 12 ثانية . وكانت الجمعية أقامت رصد فلكي ميداني لرصد خسوف القمر الكلي من خلال تلسكوبات الكترونية متخصصة وأتيحت الفرصة للمهتمين برصد الظاهرة الفلكية والاستماع لتفاصيل عن الخسوف القمر من أعضاء الجمعية إضافة إلى تخصيص ركن نسائي لرصد الخسوف ، حيث تم رصد الفوهات القمرية وهي تدخل لظل الأرض من خلال كاميرا خاصة ربطت بالتلسكوب ، إضافة التعرف على شكل الأرض من خلال ظلها الذي سقط على سطع القمر الذي ظهر مقوسا ما يشير إلى كروية الكوكب الذي نعيش عليه. صور الخسوف والرصد الميداني