10 سنوات قضتها (س) في البحث عن طفلتها التي أنجبتها في لحظة غفلة لا عودة منها، حين استسلمت (سين) لمصيرها ولم تفق من لحظة الضياع إلا وقد تمكن منها صديقها فنال من شرفها وعفتها وألقى في بطنها ثمرة الحرام بعد كأس عصير منوم. تلك اللحظة الفارقة كانت نتاج سنوات من الضغوطات والحرمان وقسوة الأب، فوجدت الفتاة نفسها في مفترق طرق تبحث عن الحنان المفقود ودفء الأسرة الضائعة في المتاهات فهربت من المنزل لتتلقفها يد ذلك الشاب الذي لعب بخيالها وأغرقها بالكلام المعسول والوعود الزائفة .. وبين الوعد والحقيقة الزائفة تناولت الفتاة ذات العشرين ربيعا كأس عصير دس فيه الذئب قرصا منوما .. استيقظت من غفوتها لتجد أن من كان معها سلبها كل شيء .. عرفت بعد فوات الأوان أن قسوة الأب وعنفه وبخل عواطفه ألقت بها في المحظور. اختفى الشاب وتوارى عن أنظارها فباتت تحمل جنينها في بطنها قبل أن تقتاد إلى السجن لقضاء محكوميتها .. ثم تضع وليدها لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من الحرمان والعذاب والأسى استمرت لنحو عشر سنوات بلا هدي أو دليل. سيناريو الحرمان والسقوط، بدأ منذ أن كانت الفتاة صبية صغيرة، تحلم مثل رفيقاتها بالحياة السهلة ودفء حنان الأب ومصروف اليوم، لكن الحلم الفسيح اصطدم بعنف وشجار الأب والأم .. كانت الصبية تنام وتستيقظ على أصوات شجار والديها، ولم تستمر يقظتها طويلا فوجدت نفسها بنتا لأم طليقة وأب طالق .. وسط هذا الضياع وجدت «سين» نفسها مجرد كائن تبحث عن حياتها فارتبطت عاطفيا مع شاب في مثل عمرها، كان يمثل لها المتنفس والواحة التي يستظل بها بعدما أغرقها بمعسول الكلام والوعود الحالمة.. ولا تنسى اليوم الذي اكتشف فيه الأب علاقتها بالشاب فقد كانت لحظة فارقة في حياتها ومستقبلها بل وماضيها.. نالت «سين» نصيبها من الضرب والجرح وخرجت من الجولة بجروح في الرأس وأخرى في الدواخل مع كسور في الساعدين والساقين. خرجت «سين» من منزل أبيها على غير هدي.. تبحث عن ملاذ آمن لها فلجأت أخيرا إلى أحد المشافي، لكن الملاذ الذي اختارته تحول إلى جحيم لا يطاق بعدما أبلغ والدها عن هروبها فاختارت البحث عن ملاذ آخر فساقتها الصدفة إلى التعرف على امرأة وفرت لها إقامة مؤقتة عدة أيام فوجدت في خلوتها الشاب يطرق قلبها فاصطحبها إلى شقته وتمكن منها .. وفي المرة الثانية سقطت أمام باب داره، فاقتيدت إلى دار الفتيات وبعد عدة أشهر ظهرت عليها بوادر الحمل الحرام فصدر بحقها حكم شرعي يقضي بسجنها عام ونصف العام، فأنجبت الثمرة طفلة لم تمكث معها غير شهر وعشرة أيام حيث سحبت منها بعدما أجبر والدها على استلامها.. فواجهت «سين» أقسى أيام حياتها بين طفلة رضيعة اختفت عنها وبين نظرات أهلها وأسرتها.. لتعيش بقية أيامها مع والدتها. ما زالت «سين» تبحث عن طفلتها.. ومضت عشرة أعوام على غيابها، تركض بين دار الفتيات والشؤون الاجتماعية، فأبلغت ذات مرة أن طفلتها رحلت عن الدنيا لكنها أصرت على معرفة مصيرها وما يثبت رحيلها. فجاءت إفادة ثانية عن تسليم الطفلة لإحدى الأسر حيث تحظى بالرعاية. لكن الذي حز في نفسها أن عرضا جاءها من إحدى الأخصائيات طلبت منها التنازل عن طفلتها وتبني طفلة أخرى لكنها رفضت العرض مستمسكة برعاية فلذة كبدها واستخدام حقها كأم مهما كانت المبررات والظروف.. فمتى تعود الطفلة إلى حضن أمها؟