أكد المكتب السياسي للمنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية أن الأحوازيين الأربعة الذين أعلنت إيران إعدامهم الخميس في الأحواز المحتلة بتهم عدة منها تنفيذ عمليات مقاومة مسلحة إجرامية في مدينة الفلاحية ما هم إلا مواطنون عاديون شاركوا في المظاهرات التي بدأت 14 نيسان (أبريل) الماضي. وقال المكتب في بيان له إن عناصر خلايا الفهود الأحوازية التي تبنت تلك العمليات بخير. وأما عن أحكام الإعدام فهي تصدر عن محاكم الثورة ولا تستغرق المحاكمة الواحدة عشر دقائق يتم فيها عرض المتهم وبعدها يتم تنفيذ الأحكام خلال 24 ساعة. وبذلك يرتفع عدد الذين أعدموا في إيران منذ بداية العام الجاري بحسب حصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى معلومات نشرتها الصحف المحلية إلى 101 شخص. من جانب آخر، أكدت القيادة الميدانية للمنظمة أن مدينة الفلاحية ما زالت محاصرة منذ الأربعاء الماضي وبدأت إيران أمس بخطف النساء من المدينة تحت ذريعة نشاطهن السياسي واقتيادهن لجهات مجهولة. كما وردت أنباء مؤكدة للقيادة الميدانية في جمعة التحدي (22 أبريل) عن تعرض مدينة كوت الشيخ عبد الله جنوبي الأحواز العاصمة وحتى الساعة لحصار عسكري من ثلاث جهات (جنوبا، شرقا، وغربا) من قبل قوات الحرس الثوري والذي بدأ مساء الخميس، كما سمعت أصوات أعيرة نارية متقطعة في المدينة، ما يدل على استخدام القوات الإيرانية للرصاص الحي لقمع الثورة الأحوازية. كما تؤكد القيادة الميدانية وجود أدلة كثيرة عن مشاركة ضباط لبنانيين وفلسطينيين وعراقيين في الحملة. وقال البيان إن قوات إيرانية تتمركز في شمالي كوت السيد صالح وشرقي نهر قارون في حي أم الدبس وكذلك في منطقة قلعة كنعان. ولا تستبعد المنظمة استخدام المدفعية لإخضاع المدينة التي يبلغ عدد سكانها 350 ألف نسمة ويعتصم أبناؤها في المساجد ومداخل المدينة، خاصة إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن. سياسيا، جددت إيران تدخلها السافر بالشأن البحريني من خلال دعوتها الحكومة البحرينية إلى احترام حقوق شعبها قبل فوات الأوان على حد قول وزير الخارجية الإيراني. وقال علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني خلال منتدى مع سفراء إيران في الخارج "نحترم استقلال (البحرين) ووحدة أراضيها لكننا نعتقد أيضا أنه يحق لشعب البحرين أن يتمتع بالمستوى الأدنى من الحقوق المدنية". ودان مجلس التعاون الخليجي مجددا الإثنين "التدخلات والاستفزازات الصارخة" لإيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وطلب من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي التدخل لوضع حد لها. من جهته انتقد وزير خارجية البحرين ما وصفه بأنه حملة غير مسبوقة من قبل إيران ضد بلاده والدول الخليجية الأخرى. على صعيد آخر، نفت سفيرة مملكة البحرين لدى الأممالمتحدة، هدى نونو، ما أوردته منظمات حقوقية الجمعة، بأن قوات الأمن البحرينية قامت بمهاجمة عدد من المستشفيات والاعتداء على الأطباء والمرضى. وردت السفيرة البحرينية على تلك التقارير ببيان مكتوب، أكدت فيه أن "البحرين لم تستهدف أو تهاجم أطباء أو مرضى"، وتابعت أن "المؤسسات العلاجية والطبية تقوم بعملها بالشكل المعتاد في البحرين، بعد فترة حرجة من الاضطرابات بسبب الاحتجاجات". وقالت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، التي كانت قد فازت بجائزة نوبل للسلام "مناصفة"، عام 1997 عن حملتها الداعية لحظر الألغام الأرضية، إنها أرسلت عددا من محققيها إلى المملكة الخليجية، حيث التقوا مع 45 شخصا، من بينهم مرضى، وأطباء، وممرضين، وشهود عيان. يُذكر أن فاطمة البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية في الحكومة البحرينية، والتي تتولى أيضا القيام بأعمال وزير الصحة، قد ذكرت، في وقت سابق من نيسان (أبريل) الجاري، أن جميع الخدمات الصحية في مجمع السلمانية الطبي، والمراكز الصحية الأخرى، "تسير بشكل منظم". إلى ذلك، اعترضت الشرطة البحرية الإيرانية سفينتين تقلان طلاب جامعات في جنوبإيران كانتا متجهتين إلى البحرين وأجبرتهما على العودة إلى مدينة بوشهر. ونسبت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية إلى أميد عالي بور المتحدث باسم الطلاب المتحصنين في مدينة بوشهر جنوبإيران قوله توجه 200 من طلاب الجامعات المتحصنين على سواحل بوشهر على متن سفينتين يوم الجمعة إلى البحرين. وأضاف أن السفينتين أهليتان تماما ولم تشارك الطالبات الجامعيات الإيرانيات في هذه الرحلة لأسباب أمنية، ولم تقل السفينتان سوى الطلاب الذكور في جامعات جنوبإيران. وقال إن السفينة الأولى التي تقل الجامعيين اعترضتها الشرطة البحرية بعد مدة قليلة من إبحارها وبأمر الشرطة تم إعادتها إلى مدينة بوشهر، في حين واصلت السفينة الثانية طريقها في البحر رغم اعتراض الشرطة البحرية التي اضطرت في النهاية إلى الصعود على سطحها وإجبارها على العودة.