لقد اختلفت الرؤى حول قضية المرأة كثيراً وثار الجدل الحاد بين أطياف المجتمع وتجاذبته مصالح شخصية وفي خضم هذا العراك تتجاذب هذه القضية قوتان بعض المنزوين بالإعلام وقطاعاً عريضاً من المجتمع فيما أظن أنهم الإسلاميون وإذا تحدثنا بالنسبة الإسلاميين إلى المجتمع لوجدنا أن كل المجتمع إسلامي سوى شذوذ يسير هم الذين ينازعون في هذه القضية محاولين إيهام الناس أنهم صوتاً لمن خلفهم – على أية حال – بإيضاح مختصر الذي يقلقنا هو الإعلام الذي يفتقر إلى نخب تعكس قوة حضورها عليه فهنالك – لخبطه – نشريه وعدم موضوعية بتناول الأخبار فالنشر الإعلامي الذي لا يأخذ بعين الاعتبار عدم تجانس مشكلات المجتمع اعتبره حمق إعلامي وإن كان يطرح بعض الرؤى الإصلاحية وهل يظن رؤساء التحرير مع ضعف هذه المهنية أن الرأي العام يتفاعل مع ( أي ) طرح ينشر .!؟! أيها السادة : قبل البدء في تناول بعض الصحف المحلية و ما ينشر لا بد أن نعرف أن هذه القضية ملتبسة و تتفاوت وجهات النظر فيها و سأحاول أن أضع مدخلاً للقارئ يتابع من خلاله ما ينشر في الصحف المحلية حتى يدرك مدى خطورة الإعلام في بث بعض المفاهيم والأوهام في عقول الناس .! إن بعض الصحف لا تراعي ثوابت المجتمع ومصالحه ولا تأخذ بالحسبان عمق اهتمامات المجتمع بشبابه كما نشر في صحيفة الوطن خبر بعنوان " 1,8 مليون لتدريب 50 شابا على الطبخ وتقديم الطعام " نشر مثل هذه الأخبار لا يطيق العقل استيعابها أو تفسيرها .! ملايين الريالات تهدر حتى يكون بالأخير طباخين ( !!! ) هل هذه الطريقة تنهض بالمستوى ؟ إنه وأد للطاقة البشرية وسط – المطابخ والمواعين - وهل مثل هذه المبالغ لا مست الحقيقة كقيمة لمشروع لو سلنا - هزلاً – الخبر لمن أراد متابعته نشر يوم الأحد الموافق 27 / 3 / 2011 م كما أننا لا نريد الإسهاب في نقد هذا الخبر حتى لا أدخل على القارئ شيء من الإحباط , ثم تعالوا ننظر فيما تطالب به جريدة الرياض كما نشر بالعدد 15575 يوم الاثنين الموافق 11 / 3 / 1432 ه تحقيق بعنوان " متى نرى المرأة في أقسام الشرط تباشر القبض والتحقيق " الفكرة بحد ذاتها مثيرة ونشر مثل هذا الخبر .. أكثر .. وأكثر .. إثارة .. إلى جانب إذا نظرنا للقيم الأخبارية فإن الأمر مستلفت للنظر .! فالأخبار ليست مجرد أوصاف للأحداث بل تصنع صناعة وتوضع لها – نكهة – خاصة فالذي يبدو أن هنالك في صحفنا المحلية اتجاهان فيما أظن .! الاتجاه الأول : نشر الأخبار الغير الجوهرية .! كما هو الخبر الذي نشر في جريدة الوطن وإذا سلمنا – جدلاً – ما هي الخلفية لنشر مثل هذا الخبر وما مدى الإجابة عن سؤال " من " و " لماذا " لوجدنها تساؤلات عالقه – هكذا - لا تجد إجابة.!!! الاتجاه الثاني : تناول الأخبار والتحقيقات بطريقة غير موضوعية .! كما هي بعض الأخبار التي تنشرها جريدة الرياض فهنالك انعطافات وتحوير وعدم نقل حقيقة أبعاد الموضوع ولو وسعنا دائرة هذا التناول لوجدنا أن هذه الأخبار والتحقيقات تتسم بثلاث صفات : 1- عدم الألفة 2- عدم الوضوح 3- الاستمرارية فنلاحظ عدم تناغم هذه الأخبار مع ثقافة الرأي العام وعدم انسجامها مع متطلعات المجتمع وليس هنالك وضوح في تناول الموضوع كما نشر في جريدة الرياض بالعدد 15575 يوم الاثنين الموافق 11 / 3 / 1432 ه موضوع بعنوان " لم نطلب مستحيلاً.. والحاجة أكبر من التردد! " جاء هذا العنوان بصورة غير واضحه وفي ثنايا الموضوع " ما المانع من وجود شرطة نسائية في كل قسم للشرطة الرجالية؟ " أليس هذا انقلاب للأولويات في الإعلام بشكل عام وفي جريدة الرياض بشكل خاص .!؟! ثم لماذا هذا الطرح المستمر للموضوع .؟!؟ هل هو اغتيال للواقع .؟ تعالوا نذهب ونفتش في السجل الإعلامي سنجد أنها محاولة لمساواة المرأة بالرجل بطريقة غير مباشرة لا يقبلها الشرع والعقل .! فبدأ بالاستهجان واتهام الأحاديث النبوية إلى الهجوم الغاشم على ولي المرأة " المحرم " وصولاً إلى المطالبة للمرأة بأعمال لا تتوافق مع فطرتها بل هي من صلب عمل الرجل .!! ثم لا يظن أحد أننا نغالي في نقدنا بل أضحت مطالبات المشجعين للفكر العلماني واضحة وليست سرا .! وهذا الأمر لا يستكان له فتجربة الدول التي أطلقت العنان لأصحاب هذا الفكر أفرزت أنماطاً من الإنزلاقات الأخلاقية والتدني بالنظم الاجتماعية بصور واضحة للعيان .! وحركة مساواة المرأة بالرجل ازداد نموها بالساحة العربية والإسلامية منذ مطلع التسعينيات حتى يومنا هذا وهي واحده من الهجوم الجديد على أهل الإسلام فمن ظن أن الحرب وضعت أوزارها فهو مخطأ وبما أننا نضع ثقل اهتماماتنا بالساحة الإعلامية في الوقت ( الراهن ) فإننا نقول من أشد ما أبتلي به المشهد الإعلامي أنصاف الإعلاميين الذين حينما فرغت الساحة الإعلامية وسيطرة الشللية على بعض مفاصل الإعلام ظهروا ليلوثوا المجتمع بفكرهم المنحرف وقلت نضجهم العقلي الذي يعلن عن إفلاسهم المهني بالإعلام .! فالموضوع ليس غريباً في ظل هذا الدفق الماكر من أنصاف الإعلاميين .. لذا .. أنتبه عزيزي القارئ .! لتعرف أين موطئ قدمك وسط هذا الحراك حتى يصدر منك رأياً صحيحاً تجاه قضاياك ومشكلاتك .. إلى اللقاء . [email protected]