إن الواقع يفرض علينا أن ننظر ببصيرتنا لا ببصرنا ونعرف مدى حجم المؤامرة التي يدبرها بعض أرباب الإعلام ..!!!! ولو تأملت سياسة بعض الإعلاميين تجاه الدعاة وطلب العلم والمشايخ بصفه خاصة ..!!! لوجدتها تدور على محورين : المحور الأول : ممارسة العزل الاجتماعي " للمشايخ " وهذا يعرف بسياسة الإقصاء والتهميش ..!!! عن الوسط الذي يعيشون فيه ... و خفض شعبيتهم بوضعهم بين مجتمعهم بغير فعالية , وهذه أصبحت من أهم سمات بعض أرباب الإعلام وهي الإقصاء للآخر ..!!! وتسيلط النقد الذي لا يقوم على الكفاءة الموضوعية بل يقوم على " الجور " كما أنك تلاحظ عدم نشر أرآء العلماء بإستمرارية حيال القضايا الإجتماعية ونحوه وهذا هو عين الإقصاء . المحور الثاني : وضع الدعاة والمشايخ في علب وتصنيفهم وتلقين الناس هذه المسميات عبر وسائل الإعلام ... فقد جاء في جريدة الرياض العدد 15414 الموافق يوم الإثنين 27 / 9 / 1431 ه خبر بعنوان " الرياض - ترصد ردود فعل المجتمع بعد عمل المرأة في المراكز التجارية "كاشير" .... مؤيدون: القرار صائب ونطالب بتعميم التجربة وتأنيث محلات الملابس النسائية.. وعدم الالتفات «للظلاميين» ..." تصنيف النخب هذه سياسة تلعبها التيارات العلمانية في جميع البلاد العربية ...!!! و ما من مجتمع إلى وبه نخبة تملك الشعبية وتحضا بالمكانة الرائدة التي تمكنها من التأثير بالمجتمع وهذا بحسب تكوينه كل مجتمع وثقافته , وفي المجتمع السعودي الذي يحمل الصورة المحافظة فإن المشايخ لهم المكانة المتميزة داخل المجتمع باعتبارهم القاطرة التي تقود الناس إلى سعادة الدارين "" الدنيا والآخرة "" وهم ورثة الأنبياء الذين يستحقون هذه المكانة ... وحينما يصنفون بالظلاميين أو المتشددين فإنه بلا شك سوف يحدث لهم العزل الاجتماعي فحينها يوأدون بالمساجد أو بالمكتبات العلمية ولا يكون لهم الدور الفاعل بالمجتمع ...!!! و أتعجب من الجرأة بهذا الطرح والإلغاء للرأي الآخر ..!! هذا إذا سلمنا جدلاً أن أرباب الإعلام يطالبون بالتعددية وحرية الرأي .. لكن هو اللعب على الذقون ...! وأنا كمطلع على المهنة الإعلامية .. أعرف أن هذا الخبر " مصنوع صناعة " بغية التأثير على الرأي العام ...؟؟؟ والرأي العام ليس تركيبة معقدة وصعبة بل هو مجموعة اتجاهات مفاهيم الناس حيال قضية معينة وقد تشكل الأغلبية أو الأقلية بحسب العوامل الداخلة على تفكير الإنسان ... بتعريفي هذا ما هي العوامل الداخلة والمؤثرة على تفكير الإنسان ..؟؟ هي الأخبار الي يصنعها الإعلاميون والتي تترقب منها سياسة رئاسة التحرير الجريدة ماذا يحدث وراء نشر الخبر ...؟؟؟ فهذا الخبر الذي نشر في جريدة الرياض هو عبارة عن أستطلاع وهمي لا يحمل المصداقية اطلاقاً لسببين : السبب الأول : أنه هو مجموعة تعليقات على خبر نشر سابقاً في صحيفة الرياض وهذا التعليقات لا تحمل مصداقية إطلاقاً حيث أنني " أنا " أستطيع أن أضع 100 تعليق على خبر واحد بأسماء متعددة وهذا معروف ولا يبنى على أستطلاع اللكتروني خلف الأسلاك الممغنطة عملاً صحيفياً لكن هي ضعف المهنية .. فهنا يتبين لك نقضان ما أدلت به جريدة الرياض ... السبب الثاني : أنه ليس هنالك حياد في الاستطلاع وأنه لم يظهر على ميدان الواقع لذا هو لا يحمل مصداقية أطلاقاً وهو لا يعدو رأي كاتبه " محمد الغنيم " أو رئيس تحرير صفحة محليات أو رئيس التحرير ولا يعتبر رأياً لشارع العام ...!!!! بل أوضح لكم أن الخبر المنشور في الرياض الإلكترونية بعنوان "" نائب وزير العمل ل«الرياض» مستمرون في إصدار تصاريح عمل الكاشيرات ولا صحة لتوقفها "" في العدد 15413 الموافق يوم الأحد 26 / 9 / 1431 ه جاء ضمن تعليقات عده أراء لا تقبل عمل النساء كاشيرات وهذا رأي نشر بإسم " صاحب القناعة " يقول "" الله لا يبلانا ولا يفضحنا آخر زمن الحريم كاشيرات يالله لا تغضب علينا استغفر الله والله الشباب بكره ترقيم وتشوفون ... "" هذا الشخص مؤيد للقرار ..؟؟ الذي نشرته جريدة الرياض والذي دون تعليقه ورأيه بموقع الرياض الإلكتروني , سأنقل لكم بعض تعليقات وآراء زوار جريدة الرياض الإلكترونية من الذين أقصاهم " محمد الغنيم " و الذي لا يعمل بمهنية الإعلامية الكافية .... هذا رأي زائر آخر بإسم " يوسف yousof " يقول ويدلي برأيه " شر البلية ما يضحك والله مشكلة بطالة الشباب حتى الكاشير خذوها من الشباب من وين نلقاها ...؟؟ " وكذلك رأي آخر لشخص يدعى " أبو فارس " يقول "" يالله هي شويه شويه لين يخرب الاحتشام اللي يقولون عنه ونصير زي غيرنا "" وهذه التعليقات فيض من غيض أقصها "" محمد الغنيم "" ..؟؟ ولو تأملنا فكر الإنسان فإنه يحمل بعض الاحتمالات والضنيات المستقبلية ..؟؟ وهذا يعود لكنه هذا الإنسان الذي فطر تفكيره بالغيبيات المستقبلية , لذا هنا يلعب بعض أرباب الإعلام بعملية غسل الأفكار وبث مفاهيم جديدة ..!!! حيال أحداث معينة تحضا باهتمام الناس ..!! فإذا كان المتلقي متهجس من خبر معين بين الظن واليقين فهنا يلعب الإعلامي دوره بحسب نيته " وإنما الأعمال بالنيات " بوضع يقينيات وهمية في مخيلة المتلقي لم يطلع على مصداقيتها ... و إن هذا المنهج الخفي الذي يمارسة بعض الإعلاميين " يدق له أجراس الخطر " حيث أنه إستغفال للعقول وتلويث للإعلامنا الذي نسعى لإصلاحه والنهضة بمستواه .. وفي المقابل الإعلام له رسالة شريفة إذا أحتقرها الإعلامي أحتقر نفسه لذا نحن لا نرغب بأن ينعت إعلامنا بأوصاف لا تليق ببعض النبلاء الذين يعملون فيه . و استرجع ذاكرتي وقد كتبت مقال سابق بعنوان " هل سيتعرض إعلامنا المحلي للنقد ..؟ " بتاريخ 18 / 3 / 1430 ه لكن للأسف لم نشاهد أي تحولات إصلاحية في المؤسسات الإعلامية التي أصبحت دكاكين لبيع الدعاية الإعلامية وإرتزاق لمن لا مهنة له فهنالك الكثير من الذين يعملون بهذه المؤسسات ليسوا من خريجي كليات الإعلام بل هم ممن يسمونهم " بالمتعاونين " يأخذون على الأخبار مبالغ مالية لا تسمن ولا تغني من جوع بل بعض رؤساء التحرير يحاسب هذا الشخص " المتعاون " بالمبلغ على سطور الخبر التي يكتبها ...!!! ومعها هذا كله يلاحظ على بعضهم أنه لا يحمل الحس الإعلامي الذي يرتقي بالمستوى المأمول ... حقيقة هل يتعرض مثل هؤلاء الإعلاميين أو الدخلاء على الإعلام للنقد ...؟؟؟ ومن جهة أخرى فالإعلامي ليس ملك مقرب ولا نبي مرسل إن خالف نظام المطبوعات والنشر فإنه يقدم عليه الشكوى لدى الجهات المختصة ترفع الرقاع عليه أمام ديوان المظالم والمحاكم ويطالب بالمحاسبة بموجب النظام إن أخل بمهنة الإعلام سيمى إن لم يكن إعلامي ويمارس هذه المهنة ..!!؟؟ وفي المقابل فقد حدثني زميلي من سكان محافظة جدة يؤكد ويقول أن أسواق بنده أبعدت الكاشيرات اللاتي يعملن في أستقبال العملاء والسبب يعود لعدم قبول آهلي محافظة جدة لمثل هذا العمل ... ولو أن زميلي يقبل أن أضع رقم جواله لتأكيد الخبر لوضعته ... نحن لسنا بدعن من المجتمعات فلنا فطره سليمة وجمهور مجتمعنا أصحاب مروءة يأبون ما تستكره النفوس الزكية .... عبدالله بن قاسم العنزي [email protected]