خرج يوم الجمعة مصريون ينشدون الديمقراطية في مسيرة مليونية أطلقوا عليها اسم "جمعة النصر" احتفالا بالاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك قبل أسبوع ولتذكير الجيش الذي تسلم السلطة في البلاد بقوة الشارع. وسيكون حجم المسيرة التي تحيي أيضا ذكرى مقتل 365 شخصا في الانتفاضة التي استمرت 18 يوما وهزت الشرق الاوسط مقياسا لقوة الشعب المصري وشعور أبناء مصر تجاه الانتقال الى الحكم المدني. ويواجه الجيش المصري مطالب بالافراج عن المعتقلين السياسيين والغاء قانون الطواريء بعد أن حل مجلسي الشعب والشورى وأوقف العمل بأحكام الدستور وستوجه الانظار أيضا الى طريقة تأمين الجيش للمسيرة المليونية يوم الجمعة. وقال أحمد نجيب العضو في اللجنة التنسيقية لائتلاف شبابي ان النشطاء اتفقوا مع الجيش على تهيئة الساحة لاقامة الاحتفالات يوم الجمعة. وألقى الشيخ المصري يوسف القرضاوي المقيم في قطر والمؤيد للثورة خطبة الجمعة في ميدان التحرير ودعا فيها الى تشكيل حكومة جديدة والافراج عن كل المعتقلين السياسيين. وقال القرضاوي في الخطبة التي نقلها التلفزيون "أطالب الجيش المصري أن يحررنا من الحكومة التي ألفها مبارك." وسادت أجواء من الارتياح والبهجة بينما أوقف الجيش المرور في ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة. وفتش جنود ومنظمون للمظاهرة الحشود المتدفقة على الميدان بينما عزفت فرقة عسكرية موسيقى أغاني وطنية. وغنى الحشد مع الفرقة ولوحوا بالاعلام المصرية وهتفوا قائلين "الجيش والشعب ايد واحدة". ونشر الجيش دبابات وعربات مصفحة في مداخل ميدان التحرير الاثني عشر. ولم تعد الحياة بعد الى طبيعتها في مصر بعد ستة أيام من تنحي مبارك (82 عاما) حيث لاتزال الدبابات في شوارع القاهرة ومازالت البنوك والمدارس مغلقة وتنظم اضرابات واعتصامات فئوية. وأرسلت الثورة في مصر حليفة الولاياتالمتحدة والتي أبرمت معاهدة سلام مع اسرائيل موجات احتجاج في المنطقة وخرجت مظاهرات في ليبيا واليمن والبحرين وايران والعراق مستلهمة انتفاضي تونس ومصر. وقال مسؤولون أمنيون ان رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق سيعلن الاسبوع المقبل تشكيل حكومة جديدة وانه يأمل أن يساهم التعديل في ارضاء المحتجين والعمال المضربين. وقال مسؤول "سيعلن شفيق الحكومة الجديدة الاسبوع المقبل .. يوم الاحد أو الاثنين على أبعد تقدير ونأمل أن يقنع هذا الناس بالعودة الى شؤونهم اليومية." وتعتبر جماعة الاخوان المسلمين التي تقول انها تسعى لقيام دولة اسلامية ديمقراطية بطرق سلمية هي الفصيل الوحيد المنظم جيدا في مصر وتعتقد أنها قد تفوز بما يصل الى 30 في المئة من الاصوات في انتخابات حرة. وقال محمد بديع المرشد العام للاخوان المسلمين قبل المسيرة في كلمة بثها موقع الجماعة على الانترنت "اننا نهيب بكل شرفاء الوطن ومحبيه من مسلمين ومسيحيين رجالا ونساء شبابا وشابات وكل من كان قلبه ينبض بحب مصر أن يحرسوا الثورة ومطالبها المشروعة وألا يتركوا فرصة لمنتفع أن يلتف عليها وعلى انجازاتها التي بدأت تؤتي أكلها باذن الله. فهذه هي مصر التي لا تخدع." وخططت جماعات أخرى لتنظيم مظاهرة أخرى بالتزامن مع المسيرة المليونية في ميدان التحرير "للاعتذار" الى مبارك عن الطريقة التي تمت تنحيته بها وللاعتراف بما حققه طوال فترة بقائه في السلطة. وقال منظمون ان المشاركين في المظاهرات المتعاطفة مع مبارك سيرتدون ملابس سوداء وأضافوا أنهم يتمنون أن تكون التجمعات سلمية. ويتوقع أن تنطلق المظاهرات من أماكن مختلفة بالقاهرة كما يرجح أن تنظم مظاهرات في مدينة الاسكندرية أيضا. ونجح الجيش المصري في نيل ثقة الشعب خلال الانتفاضة ووعد بالغاء قانون الطواريء الذي فرض قبل عقود لكنه يتعرض لضغوط من النشطاء الذين قادوا الثورة حتى يعمل سريعا على حماية الحريات المدنية في مصر. وأمر النائب العام يوم الخميس باعتقال ثلاثة وزراء سابقين ورجل أعمال شهير على ذمة التحقيق في اتهامات باهدار المال العام. ويتعهد الجيش بتسليم السلطة الى الاحزاب المدنية عندما تكون قوية بما يكفي. وبدأت قوى المعارضة التي همشها أو نحاها نظام مبارك جانبا في الاحتشاد. وقال حزب "ثوار ميدان التحرير" الجديد انه سينضم الى المسيرة في ميدان التحرير للاحتفال ورفع مطالب الثورة. وقال ابراهيم الدراوي وهو أحد الاعضاء المؤسسين للحزب ان الحزب الذي لم يسجل رسميا بعد سيؤيد تنظيم المزيد من الاحتجاجات اذا اقتضت الحاجة. وأضاف أن هدف مؤسسي الحزب هو ضم ميدان التحرير بكل تنوعه وقواه السياسية الى الحزب الذي يعارض قيادة الفرد الواحد ويؤكد على أن الزعماء يجب أن يكونوا من الشباب.