احتشدت جموع كبيرة في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، أمس، احتفالا بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، قبل أسبوع، ولتذكير الجيش الذي تسلم السلطة في البلاد بقوة الشارع. وأدى المتظاهرون صلاتي الجمعة والغائب على روح القتلى الذين سقطوا في المظاهرات التي أطاحت بمبارك. وألقى الداعية المصري البارز يوسف القرضاوي خطبة وسط الجموع دعا فيها المصريين إلى العودة إلى أعمالهم لمحاولة إصلاح الاقتصاد. وردد المتظاهرون هتافات مثل «الشعب يريد تطهير البلاد» مشددين على مطالبهم بإبعاد كل رموز النظام السابق من تولي شؤون البلاد. وجه القرضاوي في خطبة صلاة الجمعة التي أمها في ميدان التحرير بالقاهرة في «جمعة الانتصار والاستمرار»، التحية إلى الشباب الذي صنع الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس مبارك. ودعا إلى تشكيل حكومة جديدة والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين. وقال: «أطالب الجيش المصري بأن يحررنا من الحكومة التي ألفها مبارك». وسادت أجواء من الارتياح والبهجة بينما أوقف الجيش المرور في ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة. وقام جنود ومنظمون للمظاهرة بتفتيش الحشود المتدفقة على الميدان بينما عزفت فرقة عسكرية موسيقى أغان وطنية. وغنى الحشد مع الفرقة ولوحوا بالأعلام المصرية. ونشر الجيش دبابات وعربات مصفحة في مداخل ميدان التحرير ال 12. ولم تعد الحياة بعد إلى طبيعتها في مصر بعد ستة أيام من تنحي مبارك، 82 عاما، حيث لا تزال الدبابات في شوارع القاهرة وما زالت البنوك والمدارس مغلقة وتنظم إضرابات واعتصامات فئوية. وأرسلت الانتفاضة في مصر وتونس موجات احتجاج في المنطقة وخرجت مظاهرات في ليبيا واليمن والبحرين وإيران والعراق. وقال مسؤولون أمنيون إن رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق سيعلن منتصف الأسبوع الجاري تشكيل حكومة جديدة وأنه يأمل أن يساهم التعديل في إرضاء المحتجين والعمال المضربين. وكشف مسؤول «سيعلن شفيق الحكومة الجديدة الأحد أو الاثنين على أبعد تقدير، ونأمل أن يقنع هذا الناس بالعودة إلى شؤونهم اليومية». ونظمت جماعات أخرى مظاهرة بالتزامن مع المسيرة المليونية في ميدان التحرير ل «الاعتذار» إلى مبارك عن الطريقة التي تمت تنحيته بها وللاعتراف بما حققه طوال فترة بقائه في السلطة. وارتدى المشاركون في المظاهرات المتعاطفة مع مبارك ملابس سوداء. ونجح الجيش المصري في نيل ثقة الشعب خلال الانتفاضة ووعد بإلغاء قانون الطوارئ الذي فرض قبل عقود لكنه يتعرض لضغوط من النشطاء الذين قادوا الانتفاضة حتى يعمل سريعا على حماية الحريات المدنية في مصر. وأمر النائب العام، أمس الأول، باعتقال ثلاثة وزراء سابقين ورجل أعمال شهير على ذمة التحقيق في اتهامات بإهدار المال العام. وتعهد الجيش بتسليم السلطة إلى الأحزاب المدنية عندما تكون قوية بما يكفي .