قال التلفزيون المصري ان مخربين استهدفوا خط لانابيب الغاز يمتد عبر شمال سيناء مما أدى الى توقف الامدادات الى اسرائيل والاردن بعد أن دعت جماعات اسلامية المتشددين الى استغلال الاضطراب الذي هز الحكومة المصرية. ونقل التلفزيون عن مسؤول قوله ان الموقف خطير جدا مضيفا "الانفجار يتصل من نقطة الى أخرى. الانفجار بدأ شديدا جدا ثم بدأ يشتد أكثر وأكثر." وذكر مراسل التلفزيون المصري في المنطقة أن ما حدث "عملية ارهابية نوعية." وقال مصدر أمني في شمال سيناء ان "عناصر أجنبية" نفذت الهجوم الذي استهدف الفرع من خط أنابيب مصري يزود الاردن بالغاز. وقال مصدر أمني ان الجيش المصري أغلق المصدر الرئيسي الذي يزود خط أنابيب الغاز المؤدي لاسرائيل والاردن ويسيطر على الحريق. وقال الاردن ان من المتوقع أن تظل امدادات الغاز من مصر متوقفة لمدة أسبوع حتى يتم اصلاح خط الانابيب. وقال مصدر في قطاع الطاقة الاردني لرويترز انه كاجراء احترازي ستتحول محطات توليد الطاقة في الاردن الى استخدام زيت الوقود والسولار بعد توقف امدادات الغاز المصري التي تستخدم في توليد معظم احتياجات الاردن من الكهرباء. وقال مسؤولون اسرائيليون ان امدادات الغاز الطبيعي الى اسرائيل من مصر توقفت. وقال مصدر في وزارة البنية الاساسية الاسرائيلية لرويترز "ندرس التفاصيل ولكن من السابق لاوانه للغاية أن نعرف الى متى ستتأثر الامدادات (القادمة من مصر)." ووقع الهجوم مع دخول مظاهرات ضد الرئيس المصري حسني مبارك يومها الثاني عشر دون أي علامة على انهاء المواجهة بين مبارك (82 عاما) وبين الاف من المحتجين ضد الحكومة. وقال مراسل التلفزيون المصري "هناك عناصر مندسة استغلت الانفلات الامني" في مصر وفجرت الخط. وقال موقع سايت الذي يتابع المواقع الاسلامية على الانترنت " الجهاديون اقترحوا أن ينتهز المسلمون في سيناء القلاقل بمصر ويفجروا خط الغاز بين العريش وعسقلان (في اسرائيل) قائلين ان ذلك سيكون له أثر كبير على اسرائيل." وتستورد اسرائيل 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من مصر في اطار اتفاق تأسس على معاهدة السلام الموقعة بين البلدين عام 1979. والشركة التي تزود اسرائيل بالغاز هي شركة شرق البحر المتوسط (اي.ام.جي.) وأحد المساهمين الكبار في الشركة هو حسين سالم وهو أحد المرتبطين بمبارك ورئيس سابق للمخابرات المصرية. وتشتكي جماعات المعارضة منذ فترة طويلة من أن الغاز المصري يباع لاسرائيل بأسعار تفضيلية وان التعاقد مع شركة (اي.ام.جي.) انتهك قواعد بيروقراطية. وتصر الحكومة على أن العقد أبرم وفق الشروط التجارية وان كل شيء تم بطريقة سليمة. ومصر دولة مصدرة للغاز بكميات قليلة ويصل الغاز المصدر منها عبر خط أنابيب الى بعض دول المنطقة من بينها اسرائيل والاردن. وتصدر مصر أيضا كميات من الغاز الطبيعي المسال لكن من منشآت على البحر المتوسط. وقال المصدر الامني في شمال سيناء ان "عناصر أجنبية" نفذت الهجوم. واضاف أن السلطات تتعاون الان مع زعماء البدو في المناطق المحيطة لمساعدة جهاز الامن في التحقيق واعطاء خيوط تقود الى أي أعمال أخرى مدمرة. وقال مصدر أمني اخر ان مصر أعلنت حالة تأهب قصوى. وأضاف المصدر أن مسلحين فتحوا النار على مبنى محافظة شمال سيناء لكن لم يبلغ عن وقوع قتلى أو جرحى. وقال عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء للتلفزيون المصري "بالنسبة للسيطرة على الحريق بالكامل بقفل جميع محابس الغاز الداخلة للمحطة وكذا المحابس الخارجة من المحطة." وتابع قائلا "نطمئن الناس بالكامل انه لا توجد أي خسائر بشرية. انه عمل تخريبي." وذكر سكان في المنطقة أن انفجارا هائلا وقع وقالوا ان ألسنة لهب ترتفع لاكثر من مئة متر جنوبيالعريش. ونقل سايت قول موقع اسلامي على الانترنت "الى اخوتنا بدو سيناء أبطال الاسلام اضربوا بيد من حديد لان هذه فرصة لوقف الامداد للاسرائيليين." ولسنوات يشكو بدو سيناء من أن الحكومة تهملهم واشتبكوا بين وقت واخر مع قوات الامن المصرية. وألقت الشرطة القبض على الكثيرين من البدو بعد تفجيرات وقعت بين عامي 2004 و2006 في منتجعات في محافظة جنوبسيناء المجاورة. وقالت وزارة الطاقة الاسرائيلية ان أوامر صدرت في حقل يام تيتيس للغاز للمساعدة في تعويض الفاقد من امدادات الغاز من مصر وانه من غير المتوقع تاثر توليد الكهرباء في اسرائيل. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو يوم الجمعة ان اسرائيل تعتزم الاعتماد بشكل متزايد على حقول الغاز لديها. (شارك في التغطية توم بيري ومروة عوض ومحمد عبد اللاه وجوناثان رايت وسامية نخول في القاهرة ويسري محمد في الاسماعيلية واري رابينوفيتش في القدس وسليمان الخالدي في عمان)