هاجم ملثمون مجهولون أمس محطة رئيسة لتوزيع الغاز الطبيعي في مدينة العريش، ما أدى إلى توقف تصدير الغاز إلى الأردن وسورية وإسرائيل. وحمّلت السلطات «عناصر أجنبية» مسؤولية الاعتداء، فيما لم يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا. وأشارت مصادر أمنية إلى أن الهجوم استهدف خط أنابيب غاز خط الشيخ زويد جنوبيالعريش الذي يزود الأردن وسورية بالغاز، ويبعد نحو 20 كيلومتراً من أنبوب تصدير الغاز إلى إسرائيل. واتهمت عناصر «أجنبية تخريبية» بتنفيذ الاعتداء الذي وقع مع الساعات الأولى لصباح أمس. وارتفعت ألسنة اللهب عالياً في سماء العريش، قبل أن يتمكن الجيش المصري بمساعدة الدفاع المدني من السيطرة على الحريق من دون سقوط خسائر بشرية، إضافة إلى إغلاق المصدر الرئيس لتدفق الغاز. وفور اندلاع الحريق، سارعت سيارات الإطفاء والإسعاف إلى المكان. وأوضح محافظ شمال سيناء اللواء عبدالوهاب مبروك أن «انفجاراً وقع في محطة الغاز جنوبالعريش التي تستقبل الغاز الطبيعي القادم من بورسعيد عبر منطقة بالوظة في شمل سيناء متجهاً إلى الأردن»، مشيراً إلى أن «الاعتداء أدى إلى نشوب حريق هائل قام على إثره عاملون في شركة الغاز بإغلاق المحابس الواقعة على خط الغاز المؤدي إلى المحطة لمنع تدفقه، والسيطرة على الحريق». وأكد أن «ألسنة النيران لم تمتد إلى الكتلة السكنية التي تبعد نحو 350 متراً من محطة الغاز التي شهدت التفجير». ونفى المحافظ وقوع إصابات بشرية، مشيراً إلى أن «من قاموا بالهجوم مجهولون ولا يمكن تحديد هويتهم أو الجهة القائمة على هذا العمل، لكن هناك جهوداً تبذل لكشف غموض الحادث وتحديد من يقف خلفه». وأكد أن «ما حدث له تداعياته على الاقتصاد المصري، وكذلك الدول التي تعتمد على الغاز المصري القادم من سيناء». وأشار مسؤول في الشركة القائمة على عمل خط الغاز الطبيعي إلى أن «معدات بدأت التحرك من مناطق قريبة من شمال سيناء لإصلاح التلفيات التي سببها التفجير في محطة الغاز لإعادة تشغيله مرة أخرى من دون التطرق إلى تحديد موعد للانتهاء من تلك الإصلاحات». وقامت شركة الغاز بإنشاء جدار خرساني لحماية المحطة التي شهدت التفجير اليوم نهاية العام الماضي. ويُشار إلى أن خط الغاز الطبيعي المتجه إلى الأردن تم تنفيذه على ثلاث مراحل بدأت العام 2003 بطول 1200 كم وكلف نحو بليون دولار. تأثر الإمدادات لإسرائيل ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الشركة التي تشرف على واردات الغاز قولها ان الانفجار «لم يكن في مكان قريب» من خط الانابيب الذي ينقل الغاز لاسرائيل، لكن الامدادات توقفت كإجراء احترازي. وقال مصدر في وزارة البنية الاساسية الاسرائيلية لوكالة «رويترز»: «ندرس التفاصيل، لكن من السابق لأوانه للغاية أن نعرف إلى متى سيتوقف وإلى متى ستتأثر الإمدادات» القادمة من مصر. وتستورد إسرائيل 40 في المئة من حاجاتها من الغاز الطبيعي من مصر في إطار اتفاق تأسس على معاهدة السلام الموقعة بين البلدين العام 1979. وقال موقع «سايت» الذي يتابع المواقع الأصولية على الإنترنت إن «الجهاديين اقترحوا انتهاز القلاقل في مصر وتفجير خط الغاز بين العريش وعسقلان، قائلين ان ذلك سيكون له أثر كبير على إسرائيل». ونقل قول أحد المواقع: «إلى اخوتنا بدو سيناء أبطال الإسلام، اضربوا بيد من حديد لأن هذه فرصة لوقف الإمداد للإسرائيليين». الأردن يتوقع توقف الغاز أسبوعاً وفي عمان، أكد مصر رسمي أردني توقف إمدادات الغاز المصري إلى البلاد بسبب الانفجار. وقال مدير شركة الكهرباء الوطنية الدكتور غالب المعابرة ان الانفجار اضطر الشركة إلى تحويل جميع محطات توليد الكهرباء إلى العمل على الوقود الثقيل والديزل كبديل موقت لإمدادات الغاز المصري. وتوقع أن يستمر توقف الإمدادات أسبوعاً، «اعتماداً على تخمينات الجانب المصري»، حتى يعاد إصلاح الخطوط المستهدفة، مقدراً أن يكفي احتياطي خزانات الوقود والديزل في محطات توليد الكهرباء في الأردن لنحو ثلاثة أسابيع. «حماس» تنفي صلتها إلى ذلك، نفت حركة «حماس» أي صلة لها بتفجير خط الأنابيب. وقالت في بيان «رداً على أكاذيب العدو الصهيوني في شأن تفجير أنابيب الغاز في سيناء»، إنها تنفي «نفياً قاطعاً أي صلة لنا بمثل هذه الأعمال التي تحدث في مصر الشقيقة». واعتبرت أن «سرعة اتهام العدو لحماس بتفجير هذه الأنابيب دليل على تورطه في هذا الحادث الإجرامي بهدف زعزعة أمن مصر والوقيعة بين مصر وحركة حماس». وجددت رفضها «التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة أخرى وحرصها على أمن مصر الشقيقة، وعدم السماح بنقل المعركة عن مسارها الحقيقي وهو تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني». ودانت «كل التصريحات التي تصدر من مصادر إعلامية مشبوهة تتساوق مع الاتهامات الصهيونية الصادرة عن الاستخبارات العسكرية الصهيونية».