خدم بلاده في مجال الأمن القومي لمدة 22 عاما، وهو من الوطنيين الأمريكيين الذين يضعون مصالح بلادهم فوق كل اعتبار، ولكنه يتحلى بأخلاق الفروسية. يرى في بن لادن زعيما تاريخيا وعدوا يستحق الاحترام دون أن يمنعه ذلك من السعي وراء رأسه لقتله. مايكل شوير الذى استقال من عمله في وحدة بن لادن فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التى تحمل الاسم الشفرى "محطة ألِك" عام 2004 ، تحدث عن الوضع داخل الولاياتالمتحدة بعد مرور تسع سنوات على هجمات 11 من سبتمبر، معتبرا أن أسامة بن لادن والقوات التي يقودها ويلهمها يجب يكونوا مسرورين للغاية بالتقدم الذي حققوه، مؤكدا :"خلال الأربعة عشر عاما الأخيرة أعلن بن لادن وحلفاؤه الحرب الحقيقية على الولاياتالمتحدة". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة لا تزال تعاني من الأمراض التي حاول أسامة بن لادن إصابتنا بها ... وتأثير بن لادن أصبح أقوى وأكثر انتشارا عما كان عليه في الحادي عشر من سبتمبر". وشرح شوير لبرنامج "آخر كلام" الذي يقدمه يسري فودة والمذاع على فضائية "اون تي في" كيف عثروا على بن لادن مصادفة عندما كان في أفغانستان يحارب الجيش السوفيتي السابق، مبينا أنه بعد خروج السوفيت من أفغانستان بدأ اسم بن لادن يتردد في اليمن والبلقان واريتريا والفلبين، ولذلك قررت الحكومة الأمريكية إنشاء وحدة لمعرفة ما اذا كان بن لادن يشكل خطرا على الولاياتالمتحدة ام أنه شخص ثري ينفق أمواله لأسباب راديكالية. ورأى أن أسامة بن لادن عدوا يستحق التقدير لأنه رغم ثرائه الشديد إلا انه اختار بإرادته العيش في السودان وأفغانستان لمدة 25 عاما ويعرض نفسه للمخاطر، كما أنه خطيبا فصيحا له تأثيره الكبير في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى أن أقواله تتفق مع أفعاله. مشيرا إلى انتهائه من تأليف كتاب يضم السيرة الذاتية لأسامة بن لادن، معبرا عن آماله أن يبدأ بعض الأمريكيين في فهم أن هناك ضرورة لهزيمة بن لادن وقتله، مؤكدا: "الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة فشلت في حماية الأمريكيين". وانتقل شوير للحديث عن كتابه الذي حمل عنوان"الغرور الإمبراطوري"، موضحا "كتبت هذا الكتاب لكي أوضح للأمريكيين كيف خذلتهم حكومتهم ... قبل الحادي عشر من سبتمبر قدّم السي اي اي للرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون 12 فرصة للقبض على بن لادن أو استخدام الجيش لقتله لكن في كل مرة يقرر كلينتون ومعاونوه ألا يفعلوا ذلك". وأشار الى أن الفرصة التي كانت الأقرب للقبض على بن لادن كانت في الأسبوع الثالث من شهر مايو لعام 1999 عندما وصلت إليهم معلومات بأن بن لادن ينام في منطقة في قندهار على مدار خمس ليالي متتابعة، وفي كل مرة كان الرئيس ومستشاروه يقررون ألا يقتلوا بن لادن بأيدي القوات الأمريكية. مضيفا: "بعد هذا التخاذل الأمريكي قررت ألا أكون مسئولا عن فشل الولاياتالمتحدة المستمر في حماية مواطنيها". فتح شوير النار على مسئولي الأمن القومي في الولاياتالمتحدة مصرحا بأن ريتشارد كلارك رئيس قوات حفظ السلام في الأممالمتحدة ومعظم مسئولي الأمن القومي داخل أمريكا كانوا يهتمون بشكل أكبر بحماية مصالح الرئيس السياسية أكثر من حماية الأمريكيين، كما أنهم مهتمون بشكل أكبر بإعادة انتخابه، ولذلك يريدون إحراجه في الخارج. وأكد على صحة ما تردد بأن هناك صلة بين أحداث 11 سبتمبر وبين غزو العراق، موضحا أن مستشاري الرئيس الأسبق جورج بوش كانوا من مؤيدي إسرائيل مثلما هو الوضع الحالي مع مستشاري أوباما، وقد أرادوا التخلص من مشكلة صدام نيابة عن الإسرائيليين، ولذلك منحهم 11 سبتمبر فرصة لربط مشكلتي بن لادن وصدام حسين ولتبرير غزو العراق. وأكد شوير أن "الكذبة التي تقول أن صدام حسين كان على صلة بهجمات 11 سبتمبر ساعدت بوش في فكرته بضرورة غزو العراق"، مشيرا إلى أن "المحافظين الجدد المؤيدين لإسرائيل والذين التفوا حول الرئيس بوش ودفعوا بالحرب على العراق والإطاحة بصدام قد أصدروا في النهاية تفويضا بهلاك إسرائيل". وفي سؤال لمقدم البرنامج: أين بن لادن الآن؟، رد شوير قائلا انه يتوقع أن يكون بن لادن في مكان ما بالقرب من الحدود بين أفغانستان وباكستان شمالي جلال اباد في منطقة "بهجور" تحديدا، موضحا أن توقعاته مبينة على أساس أن هذه المنطقة من المناطق النائية والمهجورة، كما ان بن لادن كان يريد الذهاب الى هذا المكان عام 1997 قبل أن توجه إليه الدعوة من نظام طالبان ليأتي إلى قندهار . وقال رئيس وحدة بن لادن الاستخباراتية السابق أن الولاياتالمتحدة "هزمت فيما يتعلق بتواجدها داخل أفغانستان لان مهمتها الرئيسية كانت تدمير حكومة الملا عمر وبن لادن ثم مغادرة البلاد وهو ما لم يحدث، مؤكدا: "مهمة الولاياتالمتحدة الحالية حتى تثبت نجاحها هي محاولة قتل بن لادن وليس الإمساك به". وعبر عن اندهاشه بالطريقة التي استقبل بها العالم الإسلامي إدارة اوباما حيث انه لم يتم الاهتمام بمسألة أن كبير موظفي البيت الأبيض "رام ايمانويل" هو مواطن أمريكي يؤيد إسرائيل بشدة، بل أنه أثناء حرب العراق الأولى هجر الولاياتالمتحدة للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي. مؤكدا بأن افتراض أن ادارة اوباما بشكل أو بآخر مختلفة عن إدارة بوش أو كلينتون هو مجرد "أمنيات فارغة" من جانب المسلمين. واختتم شوير حديثه بالقول إن استقالته من الوكالة عام 2004 جاءت لأن لجنة 11 سبتمبر دفنت كل الفرص التي قدمتها الوكالة للحكومة، وكل التحذيرات التى جمعوها من بن لادن نفسه من اجل الإمساك به