على الرغم من أن معظم الآراء أجمعت على أن الخطوط الجوية العربية السعودية لا تزال تئن من محدودية التطور في التقدم نحو الأفضل بمضاهاة شركات الطيران العالمية الأخرى ، فهي لا تزال تقف على مفترق طرق تغلفها روح الشتات والحيرة.. قصة مريرة عشناها تستحق أن تُكتب بمداد من دم لواقع شع ألما وعذابا هدرت فيه كراماتنا ووقتنا ومصالحنا تضاف كنقطة سوداء في تاريخ هذه الخطوط . في يوم الثلاثاء 13ربيع الأول 1430ه الموافق 10مارس2009 كان موعدنا مع الرحلة رقم 1901 المتجهة للطائف والمقرر أن تقلع الساعة 11.45 صباحا حضرنا للمطار الساعة 9.00 والأمل يحدونا برحلة نصل لبر الأمان صعدنا الطائرة في تمام الساعة 11.30 فطُلب منا أن ننزل من الطائرة لسوء الأحوال الجوية ..عجبا اليس لديهم تقريرا مسبقا من مصلحة الأرصاد الجوية عن حالة الجو؟! . نزلنا لصالة المطار بعد إعلان من موظفي الخطوط السعودية بأن الرحلة تأجلت للساعة 17.00 انتظرنا في الصالة ولم نل سوى التعب والملل .. كان في داخلنا يكمن قليل من التفاؤل لكن بصيص الأمل بات يتناقص دقيقة بعد أخرى إلى أن وصل لمرحلة الصفر لتعامل موظفيكم الغير لائق إنسانيا فلم نحظ بأي اهتمام ولم يُقدم لنا وجبة إلى أن طُلبت ليتصدقوا علينا بمالنا كانت الوجبة التي مَن بها علينا مدير المطار آنذاك عبارة عن ( رول صغير+ كيكة صغيرة جدا + عصير مانجو + كأسة ماء صغيرة جدا ) لاتكفي لإشباع طفل صغير. في الساعة 17.00 لم يُعلن عن أي رحلة للطائف مما زاد حالة التوتر النفسي والألم الجسدي وفي الساعة 20.20 أعلن المكبر عن قيام الرحلة رقم 1905 المغادرة للطائف ففرحنا ظنا بأنها الرحلة التى ستقلنا للطائف ولكننا أصبنا بخيبة آمل حين وقف في وجهنا موظف الخطوط وقال لنا إنها ليست لكم مما زاد معاناتنا وآلمنا ووقعنا في دوامة الاضطراب والقلق . ذهبنا للموظفين وعلى رأسهم مدير الصالة المدعو ( خالد) الذي وعدنا بحل المشكلة وأختفى عن الأنظار ثم ذهبنا لمدير المطار المدعو( أبو هاشم ) الذي كان في مكتبه يُدخن اللفافة تلو الأخرى وكوب القهوة أمامه غير عابئ بما نعانيه من تعب وطول انتظار وأخبرنا إن الرحلة المقرر مغادرتها الساعة 17.00 تأجلت لمرض الطيار المُكلف بقيادة الطائرة وليست بيديه أي صلاحية طلبنا منه أن يؤمن لنا سكن فقال : ليست لدي صلاحية ثم صاح بوجوهنا أن اخرجوا من مكتبي وقال بالحرف الواحد : ( روحوا اشتكوا ) رجعنا بخفي حنين للصالة بعد أن أهدر المدير كراماتنا ننتظر وفي الساعة 2.00 صباحا من يوم الأربعاء اركبونا طائرة صغيرة لدقائق فقط وطلبوا منا مغادرة الطائرة لسوء الأحوال الجوية في الطائف . من المشاهد التي آلمتنا كثيرا رؤية امرأة مريضة طاعنة في السن أحضرها ابنها وأطمئن أنها ركبت الطائرة وغادر وعندما طلبوا منا المغادرة كانت المأساة أخذت تزحف زحفا وألقت بنفسها على أرضية الصالة تتأوه من المعاناة والألم فانتظار مايقرب 18 ساعة ليست بالأمر السهل مع عدم الاهتمام واللامبالاة من موظفيكم بمثل هذه الحالات إلى أن حضر ابنها بعد أن طلبته بالجوال وغادروا المطار للرياض. في الساعة 6.00 صباحا من يوم الأربعاء طُلب منا الذهاب لفندق لانعلم أين هو والعودة مساءاً الساعة 23.30 للسفر للطائف أي أننا سنمضي مايقرب 39 ساعة هدرا أضعنا فيها مصالحنا ووقتنا وصحتنا وليس هذا لسوء الأحوال الجوية فقط وإنما لسوء معاملة موظفي السعودية وعدم التخطيط المسبق بتأمين مايلزم لمثل هذه الطوارئ ومما زاد الطين بله آنذاك فظاظتهم ومعاملتنا معاملة غير إنسانية ، حينما ذهبنا لموظف السعودية لتأمين السكن اخذ يعاملنا كأننا نستجدي منه وقال بغلظة وفظاظة انتظروا حتى اخلص من رحلة أبها. ذهبنا مرة أخرى لمدير المطار لتحويل تذاكرنا لجدة فرفض مطلقا وأصر إلا بشراء تذاكر جديدة كي يتم خصم 20ريالا من تذكرة الرياضالطائف وعدم الضمان بصعودنا لطائرة جدة. المؤلم في هذه المعاناة: 1)التخطيط الغير منظم للخطوط الجوية السعودية لمثل هذه الحالة ( الخطة البديلة في حالة الطوارئ). 2)عدم مراعاة شعور المسافرين والحط من كرامتهم حين طردنا مدير المطار من مكتبه وكان ينفث الدخان ببرود أعصاب . 3)عدم إعطائنا الحقوق الإنسانية بتأمين سكن وطعام . 4)معاناة وألم النساء والأطفال الصغار من الانتظار أكثر من 30 ساعة دون أي آمل بالسفر 5)عدم تأمين كمامات في الصالة التي امتلأت بالغبار. 6)مشاهدة المرأة الطاعنة في السن وهي تتأوه وتئن من المعاناة وطول الانتظار. 7)فظاظة وسوء تعامل موظفي الخطوط الجوية السعودية في مطار الملك عبدالعزيز مع المسافرين آنذاك. 8)الانتظار لأكثر من 18 ساعة في المطار و19 ساعة أخرى للرحلة المغادرة منتصف ليلة الأربعاء. وإننا نأمل من معالي مدير الخطوط الجوية العربية السعودية التكرم بماترونه مناسبا حيال ماأهدر من كراماتنا وصحتنا ووقتنا ومالنا وتصحيح العوامل الكامنة خلف النظرة السلبية التي تحيط بهذا الناقل