للحوار الهادف مع فِئات المُجتمع المتقلّبة في المشاعر والأحَاسيس تأثير بالغ في كسْب تلك النفوس، وتوجيهِها توجيها سليما إلى تصْحيح المفاهيم الخاطئة من خلال الحوار الجيِّد الذي يقوم على الأساليب التربويَّة بالمجادَلة الحسنة،وتوجيه الآراء الخاطئة عن طريق النّصح و الإرشاد بعيداً عن النقد الجارِح أو البحث عن أخطاء الآخرين! ولكن من المؤْسف حقا أن نرى الكثير من طبقَات المجتمع اليوم قد أهملتْ فن الحوار الناجح, و لم تفَعِّل دوره الرِّيادي في حياة الناس؟! فها هم المرَبون آباء وغيرهم في المجتمع أهملوا فنَّ الحوار اليوم؟! فالكثير من الأُسَر لا تهْتمّ بالحوار القائم على التهذيب والتوجيه والإقناع مع أبنائها، بل تستخدم أسلوب الشدة والحزم أو التهكم والسخرية بهؤلاء الأبناء، ولو لأبْسط الأمور والأسباب، وتوجِّه الأبناء بالقوة والزجْر: افعلْ هذا، و دَعْ ذاك، أو السخرية من أخطاء الأبناء. مما كان لتلك المعاملة المتقلبة سواء مع الأبناء أو غيرهم من فئات المجتمع الآثار السلبية على الأبناء والأسر والمجتمع، وأسَر أخرى أفرَطت إفراطاً شديداً في تربية أبنائها، وتركتْ لهم الحبل على الغارِب , بدون رقيب في هذه الحياة، أو توجيه أخطائهم عن طريق الحوار اللطيف، وهذه أساليب تربويَّة لها الآثار السلبية في المجتمع. فما أسبَاب انتشار كثير من الأمراض النفسية المُتنوعة بين الصغار والكبار؟! وما عوامل فشل الكثير من شباب اليوم في حياتهم العلْمية أو العمَلية؟! ولماذا كثُرت المشاكل بين العديد من الأسر فتقطَّعت أوصال تلك الأسر، وتفرقت، ولمَ انجرَف كثير من الشباب خلف السموم والمخدرات، وانحرَفوا عن الطريق الصحيح , و تأثروا بكثير من الأفكار الخاطئة والمنحرفة، فأضرُّوا أنفسهم وأضروا الوطن. فصار بعض الشباب ضعِيفِين في شخصِيَّاتهم و قدُراتهم . فأين دَور الحوار السليم الذي يصحِّح المفاهيم الخاطئة بأسلوب جيد ومقنِع، فنحن اليوم وكل يوم محتاجون إلى الحوار الهادف مع الآخرين صغاراً وكباراً، فعن طريق هذا الحوار الهادف والهادئ نعرف مشاعر الآخرين وسلوكيَّاتهم، فنشجعهم على السلوك الحسن، ونحذرَهم من السلوك الخاطئ، ونصَحح لديهم تلك المبادئ والمفاهيم الخاطئة.