القرآن..الذكر والشفاء و الأجر!! إن القرآن الكريم كلام الله العظيم , و كتابه المجيد , يتلى آناء الليل و النهار حتى يوم القيامة قد حفظه الله جل جلاله من الخطأ و التحريف و الزيادة و النقصان فقال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) 9/ الحجر , قرآن أنزله الله تعالى على عباده المؤمنين, كي يتعبدوا الله بتلاوته, و يكسبوا الأجر و الثواب الجزيل , قال الله عز وجل ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور. ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ) 29, 30/فاطر , و قال صلى الله عليه وسلم : ( الذي يقرأ القرآن , وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) رواه البخاري .أنزله الله على عباده كي يقفوا عند حدوده, و يطبقوا أحكامه فالحلال ما أحله الله فيه, و الحرام ما حرمه الله فيه, و إن في القرآن الكريم معجزات و أسرارا خالدة عجز العلم عن إدراكها, فالقرآن معجز في كافة المجالات و الميادين , و هو منهج دين و توجيه و فكر و تهذيب و أخلاق, و فيه شفاء ورحمة للمؤمنين , و له تأثير مباشر على الصحة , فهو ينشر الهدوء و الطمأنينة و السكون في النفس البشرية , و يزيل الأمراض النفسية من هموم و قلق و توتر وكآبة و غموم , و يحفظها من كيد الشيطان و نزغاته , و يزيل الأمراض المعنوية و القلبية من هوى و غل و غيبة أو بهتان و حسد , و يزرع الثقة في النفس , و يعيد لها الاستقرار النفسي و الاجتماعي , و لقد أثبت الطب أن الأمراض النفسية تؤدي إلى نقص في مناعة الجسم ضد الأمراض، وأنه كلما ساءت الحالة النفسية والعصبية لدى الإنسان كثرت الأمراض, فقراءة القرآن بتدبر آياته , و فهم معانيه تخفف التوتر النفسي ، وتكسب العقل الحيوية و النشاط , و تزيد الجسم قوة و نشاطا , قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) الإسراء 57 , و إن المؤمنين الذين يقرؤون القرآن فهما لحكمه و أحكامه , و تدبرا لنهجه ومعانيه ليزيدهم بالله إيمانا و خشوعا , قال تعالى : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا. قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) الإسراء 105/ 109