في هذه الدورة الانتخابية للمجالس البلدية ، رغبت في خوض هذه التجربة ، فرشحت نفسي ، لعضوية المجلس البلدي في محافظة ضباء ، وبرغم انه لم يحالفني الحظ بالفوز ، إلا أنها كانت تجربة جميلة ، استفدت منها . أثناء الحملة الإعلانية ، لم أقم بأكثر من وضع عدد من الصور الشخصية ، في بعض الشوارع الرئيسية ، لمجرد العلم ، حتى لا أتيح فرصة للبعض ، لكي يجد عذرا و يعتب علي ويقول : ما كنت أعلم انك مرشح ، وإلا كنت رشحتك . ومن واقع هذه التجربة ، ومعايشتي لمراحلها وخطواتها منذ البداية وحتى النهاية ، يكفي أن أقول ، أن أكثر عبارة كان الناس يرددونها وأسمعها منهم دائما هي هذا السؤال : ماذا فعل المجلس البلدي السابق ؟ وماذا سيفعل المجلس القادم ؟ أحسست وقتها ، بأن لدى الناس شعورا عميقا بعدم القناعة ، من هذه المجالس ودورها في خدمة المواطنين ، وفي رأيي أن هذا السؤال مشروع ومبرر ، وهم على حق في طرحه ، فالمواطن يريد شيئا ملموسا على أرض الواقع ، لا شعارات ترفع وكلام على الورق فقط ، عدم القناعة هذه ، هي في رأيي ، السبب الأول والرئيسي في ضعف الإقبال على المراكز لتسجيل الناخبين الجدد ، أثناء فتح باب التسجيل ، صحيح هناك عدد كبير قاموا بالتسجيل في المرة الماضية ، ولكن في نفس الوقت ، كثير من المواطنين الذين لم يسجلوا في الدورة الماضية ، لم يكن لديهم الرغبة والحماس والدافع ، للتسجيل في هذه المرة، كما أن عدم القناعة هذه هي السبب الرئيسي أيضا ، في ضعف الإقبال على المراكز ، يوم التصويت أو الاقتراع الخميس الأول من هذا الشهر ، فالحضور لم يكن مشجعا ، وهذا يردنا إلى السؤال السابق ، ماذا فعل المجلس السابق ؟ وماذا سيفعل القادم ؟ . من الملاحظات التي سجلتها أيضا ، عدم الوعي عند بعض المواطنين في مسألة الترشيح ، فالبعض يتصور ، أنه يستطيع أن يصوت لفلان من الناس ، وهو غير مسجل أصلا كناخب ، ويعتقد أن حمله لبطاقة الأحوال تكفي لكي يرشح ، وعندما تسأله هل أنت مسجل كناخب لكي ترشح أو تصوت؟ يرد عليك: كيف يعني مسجل ناخب ؟ يعني لازم أسجل حتى أرشح ؟ ومتى أسجل ؟ ومتى فتح التسجيل ؟ ما ينفع أسجل الآن ؟ . ولا أعلم من المسؤول عن سبب هذا الضعف وعدم الوعي لثقافة الانتخابات عندنا ؟ هل سببه راجع لقصور وضعف الحملات الإعلانية والتوعية من قبل الجهات المسؤولة عن الانتخابات ، ومن وسائل الإعلام ؟ أم هناك أسباب أخرى ؟ لذلك كنت أتمنى ألا تلغى إصدار بطاقات الناخبين في هذه الفترة على الأقل ، كشرط للتصويت ، ففي رأيي أن الحصول على بطاقة ناخب ، تساعد على شرح و توضيح وفهم الصورة لهؤلاء، وتدفعهم للتسجيل . وأخيرا أقول بأن ست سنوات كانت كافية لدراسة وتقييم التجربة ، وإحداث بعض التغيير والتطوير في آلية تشكيل هذه المجالس ، كإلغاء تعيين نصف المجلس من قبل رؤساء وأمناء البلديات ، ليكون جميع الأعضاء عن طريق الانتخابات ، وهذا ما لم يحدث مع الأسف ، كذلك تفعيل دورها بشكل أحسن ، وتوسيع صلاحياتها ، لتقدم أفضل الخدمات للمواطنين ، على أرض الواقع ، وبصورة ملموسة ، تقنع المواطنين بهذه المجالس . عبدالله حسن أبوهاشم