الفضول عادة ذميمة ينفر منها الناس ويكرهون صاحبها وفي الواقع هو كذلك لكن بالرغم من ذلك نجد أن هناك أناس لا يتقنون الفضول ولا يعرفون كيفية استخدامه لتحقيق مآربهم الشخصية. وقد يستغرب البعض كلامي هذا لكن بالفعل الفضول خصلة ممتازة حين نستخدمها بطريقة جيدة فالمفترض أن يكون الإنسان فضوليا فيما ينقصه من معرفة وأن يلح عن السؤال عن ما لا يعرفه كما أنه ليس من المفترض أن يأخذ الأمور كما هي أو أن يكتفي برؤؤس الأقلام فكلما زاد فضول الإنسان زاد علمه. وحتى أنه لا يقتصر على العلم بل يمتد إلى الأماكن فنجد أن هناك أناس يملكون علم واسع عن الأماكن ومميزاتها وعيوبها وحين تسأله تجد أن فضوله كان دليله في السعي والبحث. ومع الأسف الأغلبية لا تعرف هذا النوع من الفضول لأن أكثر ما يشدهم هو ما لا ينفعهم من القصص والحكايات خصوصا تلك التي تحتوي على فضائح الناس ومصائبهم كما أنها فرصة جيدة للنميمة والشماتة! والفضول كأي عادة أخرى تكتسب من المنزل أولا ومن المجتمع ثانيا فنلاحظ أن المجتمعات التى اكتسبت الفضول الحميد هي المجتمعات التي نجحت واستثمرت في العلم والتعلم,كما أن حياة الإنسان تكون أفضل حين يعنى كل شخص بشؤونه الخاصة ولا يتدخل في أمور الآخرين وهو أيضا وسيلة جيدة لإغلاق باب "القيل والقال" الذي يعتبر مصدر أساسي للشائعات التى تضر بسمعة الناس لدرجة تحطيمها. كم هو جميل لو عرف الناس قيمة الفضول في صورته الحسنة التى تنفع ولا تضر ويتركون السؤال عما لا يعينهم ولا يفيدهم لا في الدنيا ولا في الدين. رؤى صبري