أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ أسامة خياط، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وترك الأمور التي لا تعني المسلم من الأقوال والأفعال. وقال فضيلته في خطبة الجمعة، 25/9/2009 ، التي ألقاها بالمسجد الحرام: إن حرص المسلم على سلامة دينه وحُسن إسلامه وصحة إيمانه دليل ظاهر وبرهان على رجاحة عقله واستقامة نهجه وكمال توفيقه، فدين المسلم هو دليله وقائده إلى كل سعادة في حياته الدنيا وإلى الفوز ورفعه في الآخرة.
وأضاف قائلا: إن المسلم يتحلى بأدب جامع وخصلة شريفة وخلق كريم يحسن به إسلام المرء ويبلغ به الغاية من رضوان الله، ومن ذلك ما جاء في الحديث لقوله -صلى الله عليه وسلم: "من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
وبيّن فضيلته أن الإسلام يقتضي فعل الواجبات وترك المحرمات، مشيرا إلى أنه إذا حسن إسلام المرء استلزم ترك ما لا يعنيه من المحرمات والشبهات والمكروهات وفضول المباحات، وهي القدرة الزائدة على الحاجة، لافتا النظر إلى أنه على عكس ذلك من أضاع نفائس الأوقات باشتغاله فيما لا يعنيه فينصرف عما ينفعه ويرتفع بمقامه ويبلغ به صحيح الغايات وشريف المقاصد وكريم المنازل.
وأوضح فضيلته أنه من الأمور التي يشتغل بها المرء فيما لا يعنيه تعلم ما لا يهم من العلوم وترك الأهم منها مما فيها صلاح قلبه وتزكية نفسه ونفع إخوانه ورفع شأن وطنه ورقي أمته، وكذلك عدم حفظ اللسان وتتبع ما لا يهم ولا ينفع مثل تتبع أخبار الناس وأحوالهم وأموالهم ومقدار إنفاقهم وادخارهم وإحصاء ذلك عليهم بغير غرض شرعي.
وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام أن من بين الأمور التي يجب على المرء تركه ما لا يعنيه تكلم المرء فيما لا يحسنه ولا يتقنه مما لا يعرف له اختصاص فيه ولا سابق إلمام وخبرة به، وما ذلك إلا لطلب التسلي وإضاعة الوقت وتصدر المجلس وصرف الأنظار إليه وقد يخرج به إلى ذلك في الخوض فيما لا يجوز الخوض فيه من أحاديث الفواحش والشهوات ووصف العورات وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات وبث الشائعات والأكاذيب والجرأة على الباطل في تصويره بصورة الحق.
وحث فضيلته المسلمين على ترك ما لا يعنيهم والانشغال بما هو مفيد ونافع، مبينا أن المسلم مسؤول عن عمره فيما أفناه وما ينطق به الإنسان بلسانه من قول إلا وهو مسطر في صحائفه مجزئ به يوم الحساب، محذرا من التصدر وصرف الأنظار لأن ذلك صفة ذميمة وخصلة مرذولة لا يستفيد مَن بلي بها إلا المقت من الله ومن الذين آمنوا .
وفي المدينةالمنورة، ذكر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ علي الحذيفي أن أعظم ما أنعم الله به على المسلمين الفرائض التي تطهرهم وتزكيهم وتربيهم وترفع درجاتهم وتضاعف حسناتهم وتقربهم إلى مولاهم في جنة الخلد في النعيم المقيم، وأضاف: "كما أنعم عليهم بتحريم المحرمات والمعاصي التي تدنس النفوس وتذل صاحبها وتخزيه في الدنيا والآخرة وتورده المهالك وتنزل به العقوبات العاجلة والآجلة وتوبقه في جهنم في عذاب مقيم، فالرب -تبارك وتقدس- لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين".
وأشار فضيلته إلى أن المسلم نال بشهر رمضان المبارك الخيرات والبركات ورفع الله به درجات وزكى به النفوس وأعظم به الأجور، داعيا إلى اتباع الاستقامة فيه بالاستقامة فيما بقي من الأجل والمسارعة دائما إلى صالح العمل، لأنه بالاستقامة ينال المسلم كل مرغوب والنجاة من كل شر مرهوب.