دائماً ما تطالعنا الصحف والقنوات وغيرها بالحديث عن العدالة والديمقراطية الأمريكية وأنها نموذج للعدل والمساواة. بل إن بعض الكتّاب من أبناء هذه البلاد يتغنى بأمريكا ويطالب بتطبيق عادات وتقاليد الغرب في بلادنا لأنها من وجهة نظرهم هي التي سوف تدخل بلادنا إلى عالم الصناعة والحضارة والتفوق الالكتروني والرقمي. بل إن بعضهم ذهب إلى أبعد من هذا بالقول إن تعاليم الغرب هي التي يجب أن تسود مكان التعاليم البالية التي أصبحت جزءاً من الماضي. وطبعاً هم يقصدون تعاليم الإسلام ولكنهم كمنافقين وعلمانيين لا يصرحون بذلك تصريحاً وان كان كلامهم يفهمه الجاهل قبل العالم.لكن بالمقابل لم يتحدث أحد من هؤلاء عن الديمقراطية المزعومة لأمريكا في محاكمة حميدان التركي بدءاً من القبض عليه والعنف معه وضربه وضرب زوجته. وانتهاء بالحكم الغريب والقاسي بسبب تهمة وهمية لا وجود لها بدليل عدم وجود أدلة واقعية وموثقة عدا حديث لعاملة منزلية أملت عليها المخابرات المركزية بعض التعليمات التي يجب أن تقولها للمحكمة ثم ما لبثت هذه العاملة أن اختفت إلى الأبد. إن أسلوب البلطجة والظلم والقهر الذي تمارسه أمريكا ضد كل من يخالف مصالحها حتى لو كان شخصاً مسالماً لدليل على وهمية وكذب وزيف الديمقراطية الأمريكية لأن الديمقراطية الأمريكية لا تظهر إلا مع أبنائها ولكنها تختفي مع غير الأمريكان ويظهر بدلاً منها القتل والتعذيب والوحشية والعنف وأكبر دليل على ذلك: حميدان التركي وأبو غريب وغوانتانامو وأفغانستان والسودان والصومال وغيرها... قفلة: هذا الليل الطويل له نهاية بفجر جديد يزلزل أعداء الأمة ويقضي على كل من يريد سوءاً بالدين وأهله وعلى رأس هؤلاء أمريكا وأعوانها من المنافقين والعلمانيين ... وان غداً لناظره قريب.