الحقيقة أن الحديث عن آبائنا وإخواننا المعلمين وفقهم الله تعالى وتوضيح ما يقومون به من واجب عظيم في تربية أبنائنا وتعليمهم حديث معروف وليس مثلي من يسلط الضوء عليه وقد بينه الشرع وأثنى على معلم الناس الخير كما بينه أهل العلم وصنفوا في آداب العالم والمتعلم.. ولكن الجدير بالذكر أن نسلط الضوء على يعانيه المعلمون في هذا الوقت من جهد كبير وتحمّل للأذى من بعض طلاب هذا الجيل ، حتى لربما أصبح المعلم في فصلة (ملطشة) للطلاب ، فهذا يغمزه وهذا يتلفظ عليه بألفاظ نابية وهذا يرجمه أثناء كتابته على اللوح وهذا (يصفعه على وجهه)وهذا يحطم زجاج سيارته والمعلم صابر محتسب للحفاظ على لقمة عيشة التي أصبحت مهددة في كل حصة يؤديها. يا سادة : إذا كان الضرب قد مُنع على المدرسين لما حصل من بعضهم من تجاوزات كبيرة حوّلت الضرب إلى تعذيب بعد أن كان للتأديب فلا أرى بأسًا أن يكون هناك جهة موحّدة في كل مدرسة تقوم بهذا الفعل وفق ضوابط معينة ومقننة للحد من تجاوزات الطلاب سيئي الطباع كما أن في ذلك إعادة لبعض ما فُقِدَ من هيبة المعلم ، فالمعلم عندما يضيق ذرعًا بأحد الطلاب ويرى أنه لا بد من عقابه بالضرب يوجهه إلى هذه الجهة الموحدة في المدرسة لتنظر في أمره وفي مخالفته ومن ثَمّ تقوم بإنزال العقوبة المناسبة عليه بحسب ما ارتكبه من مخالفة سواء بالضرب أو بغيره ، فخروج الطالب من بين زملائه ورجوعه إليهم معاقبًا أرى أن فيه زجرًا له ولغيره من الطلاب في التمادي في ارتكاب الأخطاء والتجاوزات خصوصا على معلميهم. محمد ابن الشيبة الشهري