عاشت المملكة ثلاثة احداث مهمة في تاريخها المعاصر خلال الايام المنصرمة الماضية اولها مغادرة ملك القلوب للولايات المتحدةالامريكية لاكمال العلاج الذي تقرر لجلالته حفظه الله ورعاه,وقد رفعت الاكف بالدعاء لرجل الحب والسلام الذي احب الجميع بقلب صاف وسريرة نقية ليس من السعودين فحسب بل من كل المحبين وعلى المستوى المحلي والعربي والاسلامي,اما الحدث الثاني فيكمن في عودة ولي العهد للمملكة سالما غانما ليؤدي دوره في قيادة هذا الكيان للرفعة والسمو,والحدث الثالث عودة مهندس الرياض وصانع امجادها واميرها الذي عرفت الرياض به والعكس تماما ,حيث رافق سمو ولي العهد في رحلته الخاصة طوال الفترة الماضية وهذا الامر يؤكد وبكل وضوح كيف هي مؤسسة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وكيف زرع هذا التلاحم الشديد بين ابنائة وهذا مانشهده اليوم وبكل وضوح,كذلك اود ان اشير وانا في هذا السياق لقيادتنا الحكيمة ورسالتها المستمرة وانطلاقا من هذه الحقائق فان نظام الحكم في المملكة يتحمل بامانة رسالة كبرى تتجاوز في ابعادها مجرد نظام في الحكم,وهذا ما يميزها عن سائر الانظمة التي تستاثر فقط بمهمات ادارة الحكم وتنظيم شؤونه, وسنجد في الوصف الدقيق الذي دائما مايطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مسؤولياته كملك وقائد خير معين لفهم حقيقة المملكة حيث يقول ان الشعب يعيش في عقله وقلبه, فكم دمعة ذرفها امام يتيم ومحروم,وكم الم وحسرة تراها في عينيه تاثرا وتاسيا لمكلوم,وكم صرخة وجهها لاغاثة فقير ومحتاج ومظلوم,لذا فان الخصوصية الحضارية للمملكة تتمثل في طبيعة ذلك النظام الذي يشكل نموذجا لمهمات الاستخلاف في الارض والمنبثقة من مبادىء العقيدة الاسلامية السمحاء المتاصلة في جذور وامتداد المجتمع السعودي والذي وجد في دعوات الانبعاث التي قادتها دائما اسرة ال سعود ذاتيته وخصوصيته واستمرارية الرسالة المنوطة به كساهر امين للحفاظ على النموذج الاسلامي كصيغة ثابتة لتحقيق امانة الاستخلاف في الارض التي هي في اصولها امانة اسلامية لصون رسالة النبوة في مشارق الارض ومغاربها,ويبقى ان اقول ايها السادة وكما كان تاسيس الدولة السعودية الحديثة والذي جاء استنهاضا للتحدي المشروع الذي قادته السعودية من اجل اسماع صوت العروبة والاسلام فان الدور الذي تمارسه اليوم من اجل مواجهة التحدي المفروض على الامة العربية والاسلامية في فلسطين وفي العديد من الديار الاسلامية يظل استمرارية لمفهوم التشبت بالارض والدفاع عن الكرامة.ولم تعد مسؤولية المملكة الحفاظ على مقدراتها ومكتسباتها وممارسة الدور الذي يخدم الرعية ويحقق امالها في حياة كريمة مستقرة امنة انما امتدت مسؤولياتها لتشمل رعاية العرب والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها,كونها ترعى مقدساتهم وتخدمها بكل امانة تاريخية وهذا مايلمسه المسلمون وفي حج كل عام من خدمات ومشاريع ضخمة وعملاقة, ولعل موسم حج هذا العام والذي شهد تدفق الملايين من الحجاج الذين ادوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وفي اجواء سادها الامن والامان والطمأنينة والخدمات التي وفرتها المملكة وعلى مدار الساعة لضيوف الرحمن, كل تلك المعطيات تؤكد ان المملكة تبقى رمزا للنموذج الاسلامي في صفائه وقوته وروحانيته. رئيس تحرير صحيفة النبا الالكترونية