الجهاد فرض آمن به الشعب الفلسطيني ، أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام اللذين أعلنوا الجهاد لنشر الحق والعدالة والفضيلة ، وتيمنا بقادة انتصروا دائما للقدس وفلسطين كابن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي . والمقاومة المرتكزة على الجهاد ، والنضال المرتكز على كليهما ، حق لهم آمنوا به كفلته لهم الشرائع الدنيوية والقوانين الدولية ، وهو حق مارسه قبلهم قادة أمميين من الشرق والغرب ، أوصلوا شعوبهم وقضاياهم لبر الأمان المطلوب بالحرية والاستقلال وتقرير المصير . وعليه انطلق الشعب الفلسطيني بثورته الجبارة مقاتلين مقاومين مناضلين من أجل الحرية ، وليسوا كإرهابيين مخربين ، أو كمجانين منفلتين ، كما حاولت آلة الحرب والإعلام الإسرائيلية أن تصورهم ، أو كما حاولت آلة الإعلام التابعة للمقاومين المتأسلمين الجدد ( المصلحجيين ) والممانعين المستحدثين والقبليين ( القومجيين ) أن تصنفهم ، فعمدت الأولى الصهيونية لشحذ كافة أنواع الأسلحة لمحاربة الانطلاقة الثورية الفلسطينية لطمس الحق الفلسطيني ، وعمدت الثانية لشحذ السيوف للغدر بالأخ والشقيق الفلسطيني وإسالة دمه بعد طعنه من الخلف ، لمحاربة التقدم الفلسطيني ، ولطمس الحلم والأمل الفلسطيني . واستمرت المسيرة الفلسطينية النضالية الحديثة من العام 1965 حتى العام 1987م بداية الانتقال للعمل الوطني الجماهيري المقاوم ، القاضي بضرورة إشراك الجماهير الفلسطينية بالداخل الفلسطيني بأوجه المقاومة الشعبية ، وطوال تلك الفترة العصماء التي لم تخلو من المطبات والصعاب والعراقيل ، أعلن الشعب الفلسطيني الجهاد لتحرير فلسطين بوقت لم يعلنه غيرهم ، وأعلنوا المقاومة التي امتنع عنها ورفضها غيرهم ، وطالب الشعب الفلسطيني بتفعيله من أجل عيون القدس والأقصى وعطله غيرهم ، وطوال تلك الفترة القاتمة مع وجود المقاتل الفلسطيني المضيء في سماء التخبط والضعف العربي ، لم تبادر جماعة الإخوان المسلمين التي أصبحت بفعل فاعل رأس حربة حلف الممانعة والصمود والتصدي لحمل السلاح والمقاومة ، أو لطلب تفعيل الجهاد كفرض من فروض صحة الإسلام ، بل كانوا سببا أساسيا لفرض تعطيله لمنع نصرة وتحرير فلسطين ، لأنهم كانوا مشاركين كطليعة حزبية متنفذة في صنع القرار في أكثر من بلد عربي ودولة إسلامية . وبعد تغير موازين القوى العالمية لصالح الغرب الأمريكي بعصا وتآمر طهران ، مع ظهور رغبة وتخطيط إيران لاحتلال بؤرة إلى جانب القطب العالمي الأمريكي الأوحد بموافقة وتأييد دمشق ، ورغبة إخوانية للاستفادة من الوضع الغريب المعاكس للهوى الفلسطيني والمهدد للأمن والاستقرار العربي الذي تخطه الأصابع الإيرانية السياسية والدينية ، لإيمانهم بسياسة اقتناص الفرص مرتكزين على ( إذا أتتك ريحك فاغتنمها ) ولرغبتهم بحكم فلسطين تجربة لما يخططون ضد كل البلاد العربية بالعصا الغليظة مرتكزين على السياسة الميكيافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، بعد كل هذه الظروف والأحوال والمستجدات تراهم الآن يمارسون لعبة المقاومة المشروطة الفاضحة ، ويطالبون بالجهاد اللفظي ( الميكروفوني ) بعد أن كانوا سببا في تعطيله لسنوات وسنوات ، فأي جهاد يطالبون به ويرغبوا بتحقيقه من خلال الدعوة اللفظية الخطابية إليه !!!، هل هو الجهاد الواجب الذي رفضوه في وقت احتاجته الأمة فضيعوا فلسطين وأضاعوا العراق ؟؟؟ ، أو الجهاد الحقيقي الذي ألغوه فأضاع أفغانستان ؟؟؟ ، أو جهاد نفاقي يطالبوا به يحاول تفتيت السودان ومحو اليمن وإضعاف مصر وتقسيم لبنان ؟؟؟ ، أو جهاد مسخ دموي محرم جديد مارسوه ضد الأخ والشقيق الفلسطيني ؟؟؟ ، العار الكبير لهم أنه قسم فلسطين وشعبها فأسعد الأعداء اللذين سجل لهم الانتصار ، وأخذ غزة بعيدا عن القضية فأراح إسرائيل التي فازت بسيف المقاومة البتار . ولأنهم عاجزين ومؤمنين بالمرحلية الفكرية بعد التخلص من الضرورية الدعوية ، لم يرتكزوا على الأمور والضوابط الشرعية للدعوة إليه ، ولأنهم تابعون بالفكر والموقف الدنيوي للغير غير المؤمن أصلا بالجهاد فلم يأمرهم به ، وقد استبدلوه بعد أن غيروا أسمه ومعانيه بمصطلح ومسمى المقاومة أرضاء لطهران وفقيها ، ولعدم إثارة واشنطن والغرب ومرشدها ، ولأمن مكر إسرائيل التي يغازلونها ، والتي أُمروا بها من المرشدين العام والأعلى والأدنى لعدم وصولها لمنزلة الجهاد ، فاتخذوها طريقا ليس لتحرير فلسطين كما يدعون ، ولكن مُكاء وتصدية وتفريقا بين الفلسطينيين . فلو أعلن الجهاد اليوم وهو بحكم المستحيل لأسباب عديدة خارج المفهوم والأمل الفلسطيني ، لانحلت مليشيات كتائب القسام وقوات التنفيذية ولانتهتا لواذا وفرارا إلى غير رجعة ، والتي تذكر الفلسطينيين بالقوات المسيحية اللبنانية التي ارتكبت مجازر صبرا وشاتيلا ، لارتكابها أبشع وأفظع المجازر في غزة ، والتي ما كانت موجودة يوما في أرض فلسطين منذ النكبة وحتى خراب العراق على يد معلمهم مقاومة الحاجة والتقية ، ولعاد الممانعين والمقاومين اللذين غدروا بالقضية الفلسطينية لبيوتهم ، تحت حجة فتاوى من شياطينهم تحرم الجهاد تحت عباءة الحكام ، وبالتأكيد لن يبقى بالميدان إلا شرفاء الشعب الفلسطيني اللذين فجروا الانطلاقة والانتفاضة وسطروا تاريخ فلسطين ( دولة وحرية وأمل ) ، يجاهدون لوحدهم وهم لها . ولو أعلن الجهاد وتفحصت أسماء المجاهدين لما وجدت اسما من هؤلاء المتشدقين به في صفحاته ، فقد خلت من مثلهم صفحات التطوع لقتال من غزوا ونهبوا ولجموا العراق ، بل وأشاعوا لمنع الناس من سلوك طريقه أن المتطوعين كانوا سكارى وطالبي مال ، ولخلت صفحات كثيرة للدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية ، كما خلت أسمائهم من صفحات الثورة والانطلاقة الفلسطينية ، بل لوجدت أسمائهم في صفحات من يريد مكرا بالعرب وفلسطين ، وفي صفحات من سبوا أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة ، ولوجدتهم في الصفحات الصفراء للمتآمرين على فلسطين والأمة العربية المنطلقة من لندن وبلاد السراب الأخرى ، وفي الصفحات السوداء الماجنة الحانقة والحاقدة على شعب وقيادة فلسطين المنطلقة من بلاد أبو لؤلؤة المجوسي قاتل محرر العهدة العمرية لبقاء ونقاء القدس وعموم فلسطين . ومع ذلك فلو أُعلن الجهاد ، وهو ما يتمناه كل شعب فلسطين ويصب مباشرة في مصلحته ، ستجده من صغيره لكبيره شيبا وشبابا ونساء ، كما قادته الأحرار الميامين وبمقدمتهم رئيسهم الشرعي محمود عباس ( ابو مازن ) في مقدمة الركب ، كما عهدهم العالم وعرفهم عدوهم وشهد عليهم التاريخ بحلوه ومره . فالجهاد كفرض مدروس يتوافق مع القرآن والسنة ، لا يتبعه إلا إعلاء وعزة وعدالة وهو ما يبحث عنه ويريده شعب فلسطين ، في حين أن لعبة الموت والتفريق تحت اسم المقاومة التي تمارسها حماس والتي تفتقر للمنهج والأسس الدينية الحقيقية والصحيحة وعنوانها تقتيل أبناء الشعب الفلسطيني ، والتي أردها ممتطيها للوصول للغايات الإدراكية بالحكم والسيطرة ، لا يتبعها إلا الظلم والقتل والطغيان ، وهو ما يرفضه وينبذه الشعب الفلسطيني . فهل من الضروري أن تمر سنوات كالحات بين كل فعل مقاوم يراد من خلاله تجريد السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية من هيبتهما ، وبين اعتذار لحماس عنه يقدم لإسرائيل المعتدية ، ولكن بعد أن تكون وقعت الفأس بالرأس ؟؟؟ ، (( وهنا بالنص وأقتبس ما يقوله أحمد يوسف منظر حماس السياسي وأمين عام وزارة خارجية حكومة حماس ( إنّ العمليات الاستشهادية تجلب لنا المشاكل مع المجتمع الدولي ، ويستغلها الإعلام الإسرائيلي في تشويه صورتنا واتهامنا بالإرهاب والتحريض على العنف ، وهذه مسألة تجاوزناها منذ عام 2004 ، حيث توقفت العمليات الاستشهادية بعد قناعتنا بخطئها ، أوضح أن حكومة حماس وضعت مجموعة من الأولويات بعد العدوان الإسرائيلي الأخير ، على رأسها إعادة إعمار القطاع ، وتشجيع المستثمرين على القيام بمشاريع ننجح من خلالها في إيواء من دُمّرت بيوتهم ، معتبرا أن الأوضاع تشهد حاليا جواً من التهدئة مع إسرائيل جاءت بعد إجماع وطني فصائلي يريح غزة من معاناتها ) ، فكيف يحق لغزة الهدوء والأمن في ظل حكم حماس بعد أن صدقوا وأشاعوا أنها محررة ، ولا يحق للضفة أن تفكر بالحرية والاستقلال في ظل من اتخذتهم حماس أعداء لها وحاولت رسمهم أعداء لشعبهم الفلسطيني ؟؟؟ . وهل فلسطين بحاجة إلى واد كوادي الدموع الذي يفصل بين الجولان المحرر والآخر المحتل من قبل إسرائيل لأكثر من أربعين عاما ؟؟؟ ، ولماذا رضيت سوريا أن تجعل المقاومة في الجولان المحتل مجرد ذرف للدموع العاجزة ، وفي فلسطين نبذتها وحاربتها وفتكت بتل الزعتر ومخيمات شمال لبنان عندما كانت المقاومة الفلسطينية حقيقية ، وأيدتها حين بايعتها حماس على مصادرة القرار الفلسطيني وبعد أن أصبحت بفعل حماس زائفة قاتلة ماسكة للسكاكين هدفها جز رقبة الشعب الفلسطيني المناضل الصادق الشرس ، الذي لا يبكي ويذرف الدموع المقرون بالنضال والصبر والصمود والتحدي إلا قهرا من إخوته وحزنا على قدسه ومقدساته وتجهيزا لنصره الكبير ، وللأحوال التي يعيشها وحشره بها حلف الممانعة والصمود والتصدي الفاجر وإسرائيل الإرهابية ؟؟؟ !!!. والسؤال المشروع هو : ما ذنب الاستشهاديين وعائلاتهم وجيرانهم اللذين فقدوا أرواحهم وممتلكاتهم خدمة لأجندة حماس التي داست على جراحاتهم وركبت فوق أجسامهم وأجسادهم للاستيلاء على غزة ، وما زالت تستغل معاناتهم للتخطيط للاستيلاء على الضفة ؟؟؟ !!! ، وهل جهزت خطابات مكتوبة لتعتذر بها إلى إسرائيل عن فعلتها الأخيرة في الخليل وغيرها إن تحقق حلمها ، أم هل أرسلتها لها وهو المؤكد مع كارتر أو غيره من المبعوثين الأمريكيين والأوربيين والقطريين ؟؟؟ . يقول الله تبارك وتعالى أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 110( التوبة) . وقال تعالى (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ الأنفال 35) . .......................................... فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ .