انتشرت في السنوات الأخيرة ، وفي مدارس البنات تحديدا ، ظاهرة شملت جميع المراحل ، كنت أظنها قد اختفت ، أو على الأقل خفت ، وبدأت تتلاشى ، ولكن ما نشاهده هو العكس ، فالظاهرة في تزايد ، وكانت في الماضي ، مقتصرة أو محصورة في المدارس الثانوية ، ولكنها امتدت لتشمل المدارس المتوسطة والابتدائية ، واعني بها حفلات التخرج ، التي تقيمها بعض المدارس ، في نهاية العام ، للطالبات الناجحات ، أعلم أن إقامة وتنظيم مثل هذه الحفلات ، برغم ما يبدل فيها من تعب وجهد من قبل مديرة المدرسة والمعلمات ، إلا أنها تبعث في نفوس الطالبات الفرح والسرور والبهجة . ولكن لننظر ونتناول الموضوع من جانب آخر أو زاوية أخرى ، ولنتكلم بوضوح وصراحة ، بعيدا عن هذه العواطف والمشاعر . فالحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها ويعلمها الكثير منا ، بما فيهم المسئولون في وزارة التربية والتعليم ، أن هذه الحفلات ، تحرج بعض الطالبات ، وتحرج بعض أولياء الأمور مع بناتهم ، بمعنى أن بعض الآباء لا تسمح ظروفهم المادية الصعبة ، ورواتبهم المتدنية من شراء ملابس ومستلزمات الحفلة التي تحددها المدرسة . فقد تجده لا يملك هذا المبلغ ، بل هو في أمس الحاجة له لتوفير أشياء أخرى ضرورية ، وأحيانا يصادف ويكون للأب أكثر من واحدة وجميعهن لديهن حفلة تخرج ، بمعنى بنت في الصف السادس وأخرى في الصف الثالث المتوسط أو الثالث ثانوي , عندها تكون المشكلة أكبر،ويوضع الأب في موقف صعب لا يحسد عليه ، فهو من جهة لديه الرغبة في توفير طلبات ابنته ، لتكون كبقية زميلاتها ولا يريد حرمان ابنته من هذه الفرحة ، لكن في نفس الوقت لا يتوفر معه قيمة ملابس ولوازم الحفلة ، فظروفه المادية لا تسمح ، ويعيش الأب هذه اللحظات الصعبة ، يعتصره قسوة الألم ، الم الشعور بالعجز والحرمان بسبب الفاقة والظروف المادية الصعبة التي كتب وقدر الله له أن يعيشها ، ألا يكفي طلبات المدارس أو طلبات بعض المعلمات التي لا تنتهي طوال العام الدراسي ؟ وهذه الطلبات تثقل كاهل أولياء الأمور ، لتأتي هذه الحفلات لتزيد الطين بلة كمل يقولون ؟ . إذا كان ولابد من هذه الحفلات فبدون أن يشترط على الطالبة لبس معين أو طلبات أخرى لا داعي لها . لماذا لاتكون بلبس المدرسة . هذه الملاحظة أضعها أمام نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات الأستاذة نوره الفائز . وأتمنى أن تحظى باهتمامها ومتابعتها . تقبلوا تحياتي . عبدالله حسن أبوهاشم