كلاً بدينه .. الله يعينه! أفتتنا جامعة الملك عبدالله بثول أن الاختلاط جائز لآخر مدى، ولا غبار عليه! بدليل موافقة هيئة كبار العلماء، ومستشاري خادم الحرمين الشريفين، وحتى سماحة المفتي. لم يعترض أحد البتة على الموضوع، وبصّموا بالعشرة! ولو أدرت الريموت كنترول على قنوات التلفزيون السعودي، ستجد التطبيق الرسمي للإختلاط الجائز! نقل حي! عبر الأثير، مذيع مع مذيعة! والحجاب طرحة تُغطي نصف الشعر، وتترك الباقي لينا! ومكياج مع كامل الزينة! وحتى في برامج الأطفال هذه الثنائية الجميلة! ورحم الله حكايات سالف العصر والأوان، كانت النساء يغطين رؤوسهن عند مشاهدة المذيع في التلفاز! يا الله، كلاً بدينه.. الله يعينه! وتأمل واستمتع، قارئي العزيز، بواجهات و"فاترينات" المحلات التجارية ذات الخصوصية السعودية! ستجد العارضة "المونيكان" بتضاريس وملابس المرأة الداخلية! لكن الشهادة لله أدّبوهم بقطع رؤوسهم! نِعْمَ المنطق! رأسها حرام وجسمها حلال! ومرّ الشيخ بجانب إحدى المحلات: صلاة .. صلاة، فتأملت، لعله يتمعر وجهه! لكن يبدو أنه لا يرى هذه الأشياء! سبحان الله، حتى الرؤية لدينا إنتقائية! وجلست في "كوفي شوب"، فرأيت نساء عربيات يرتدين عباءات بدون طرحة. قلت أكيد، جدة حر! وشابات سعوديات "ممكيجات"، والطرحة على استحياء تغطي ربع الشعر! وقد تسقط عنه فترجعها على أقل من المهل! فشكيّت الدنيا نهار أو ليل؟! يا الله، كلاً بدينه .. الله يعينه! وأخرى، لم أفهم كيف تأكل وتشرب من تحت نقابها! ولا يهمها إتساخه! ولا يضايقها عيون زوجها وهو يبحلق في النساء! يا الله، كلاً بدينه .. الله يعينه! وأتحفنا "اليوتيوب" بصور الشيخ محمد النجيمي يختلط مجتهداً! فأفتانا بعض أدعياء السلفية: "له أجر حتى لو اخطأ"! ويا عيني علينا، لا ندري لماذا نحن "المساكين" لا أجر لنا؟ وفي سابقة تاريخية أظهرت أنهم يكتمون بعض العلم، تنازع وتجادل أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حول حكم الاختلاط! فصدح الشيخ أحمد قاسم الغامدي بأدلة جوازه! واتضح بعدها أن بيوت الشيوخ كمثل بيوتنا فيها خادمات! أتنهون الناس عن المنكر وتنسون أنفسكم؟! الغريب اعترض علماء السلطة الكبار على الشيخ الغامدي في حكم صلاة الجماعة فقط، وصمتوا عن القضية الأخطر "الاختلاط"! يا الله، كلاً بدينه .. الله يعينه! أما الصور، فكثيرة وجميلة. خذوا لقطتين. تشرفت المشاركات في برنامج الحوار الوطني بنجران بأخذ صورة مع ملك الإنسانية وولي عهده الأمين، فكانت صورة جداً معبرة. وهناك صورة انتشرت في الانترنت للشيخ صالح بن حميد، يمشي مبتسماً مع سياسيّة أجنبية! لله في خلقه شؤون! وهناك إختلاط أيضاً في الجامعات السعودية الأخرى، "مفيش حد أحسن من حد"! ففي الطب، الدكتور يُدّرس الطلبة والطالبات مباشرة! وفي بقية الأقسام العلمية الأخرى، يجوز أن يُشرف الدكتور على رسالة الطالبة ويقابلها في مبنى مركز الأبحاث. وتتم مناقشة الرسالة العلمية للطالبة في غرفة واحدة نصفها للرجال والآخر للنساء الملتزمات بحجابهن. ويمكن أن يلتقي مدير الجامعة بالقيادات النسائية. لذلك لم أفهم حتى الآن هذه الثورة المضريّة من بعض المتمشيخين الذين تجمهروا أمام مبنى وزارة التربية والتعليم محتجين على دمج طلاب الصفوف الأولية، وعلى ذهاب نائبة الوزير نورة الفايز لمدرسة بنين! هل حرام إختلاط معلمة بأطفال صغار، في حين اختلاط الكبار واقع في الجامعات والمستشفيات؟! ولماذا حرام على نورة الفايز فقط، وحلال على الآخرين؟! والله مضحك عندما تتابع الجدل المحتدم بين التيارات حول موضوع الاختلاط! فالأمر محسوم، وواقع مقسوم، وجداً بسيط! كلاً بدينه .. الله يعينه! لكننا نستحق بجدارة لقب "شعب الله المحتار في أمر النساء"! ولله درّنا! شاغلين فكر وقلب الرجال حتى الشيوخ! "ما عندهم غيرنا"!