قبل البدء نبين مدى فداحة الحالة الخطرة التي يمر بها العراق.. المتمثلة بأن يصبح (استهداف الفساد والإرهابيين والمليشيات) هو استهداف للعراق نفسه.. وهو ليس فقط دليل على فشل النظام السياسي بالعراق بل ..دليل على فشل العراق كدولة... ففي العراق اذا ظهر (حالة شاذة) تحاول حل ازمة معينة .. ونقول حالة شاذة (لان الموجدين بشكل عام اصبح استمرار وجودهم يعتمد على وجود الازمة.. وليس في حلها.. من فاسدين ماليا واداريا.. يجدون في استمرار الفساد ثراء لارصدتهم.. ومن مستكينين للرواتب الضخمة والمخصصات الهائلة ومقيمة عوائلهم خارج العراق ومتجنسين بالاجنبية.. ويشعرون بان أي اضطراب لحل ازمة يهدد مصالحهم..فامثال هؤلاء ليسوا رجال حل بل رجال تنبلة).. امام ذلك نجد ان الحالة الشاذة من سياسيي العراق الجديد عندما يتوجه لحل ازمة نجده يواجه عقبات هائلة: 1. اولا..ان النية لمجرد النية.. بمحاولة حل الازمة تولد ازمات.. (اقليمية وداخلية وطائفية وقومية) مجتمعة.. فاذا اريد القضاء على جهة مليشياتية او مسلحة او جهة فاسدة مثلا.. نجد ان هذه المليشات والمسلحين والاحزاب تابعين لدول معينة.. وتابعين بنفس الوقت كذلك لجماعة او تيار معين.. ولطائفة معينة.. ولجهة سياسية ولزعيم سياسي معين.. والكارثة ان كل جماعة متفرعة توجهاتها السياسية لاجندات اقليمية متعددة.. بمعنى ان من يريد حل أي ازمة عليه ان يدخل بمواجهات بجبهات متعددة.. مع دول وجهات اقليمية وداخلية.. لان الجهات الخارجية تعتبر استهداف هذه الجماعة السياسية او المسلحة هو استهداف لنفوذها بالعراق ؟؟؟ بل حتى مواجهة الفساد المالي الذي يقدر بالمليارات الدولارات سنويا.. تعتبرها الدول الاقليمية تهديد لشريان مالي اصبح اقتصادها يعتمد عليه.. معتمد على نزيف الدم العراقي والثروة العراقية.. 2. ظهور قوى سياسية تعمل بسرعة اعلاميا وسياسيا على وضع عقبات امام أي جهة حكومية تحاول القضاء على ظاهرة سلبية بالمجتمع.. وتبرر ذلك (بان حلها يعني ظهور ازمات نحن في غنى عنها.. فعليه ابقاء الامور على ما هو عليه افضل)؟؟؟؟ وابسط مثال (ازمة العلم العراقي) فصرخات الذي رفضوا تغيره بحجة (ان العراق يواجه مشكلات كبيرة.. فلماذا تثيرون مسالة العلم ).. مما يجعلنا نتسائل (اذا ازمة قطعة قماش تمثل رمز لدولة.. عجزوا عن حلها.. فكيف سوف يحلون ازمات قومية ومذهبية وسياسية واقتصادية وفساد مالي واداري مرعب ومسلحين ومليشيات.. الخ)؟؟؟ 3. شعور الدول الاقليمية والجوار.. بان أي نية لنهوض صناعي واقتصادي بالعراق.. يعتبر تهديد اقتصادي لها.. (فالكهرباء مستوردة من تلك الدول.. والسلع الزراعية والصناعية مستوردة من الدول الاقليمية والجوار) وكل ذلك يعتمد على توقف الصناعة والزراعة بالعراق واضطراب الامن.. ويقدر بعشرات المليارات الدولارات يصب في القاهرة وطهران والاردن وسوريا وتركيا ولبنان والخليج.. فاي جهة عراقية تعمل على اعادة الصناعة والزراعة بالعراق وتفعيلها.. يصبح (مرفوضا اقليميا).. لانه يشكل تهديد اقتصادي على تلك الدول.. 4. ارتباط القوى السياسية احزاب وشخصيات بالعراق باجندات اقليمية مباشرة.. حتى وصلت تلك القوى تجهر بزياراتها للدول الاقليمية لتبرير تدخلاتها بالشان العراقي.. مما يجعل اصدار قانون للاحزاب ووضع قانون لمعرف (الخيانة) بالعراق ضرورة .. وبالتالي أي جهة حكومة او سياسية تعمل على تمرير او السعي لاصدار هكذا قوانين للاحزاب ومعرف الخيانة.. يعتبر تهديد لوجود تلك الاحزاب نفسها.. ونعطي مثال بسيط.. قضية (مذكرة الاعتقال على حارث الضاري ومقتدى الصدر). .. لم نجد أي تفعيل لاعتقالهما.. بل اصبحت مساومات سياسية .. للحصول على تنازلات لتلك الجهة السياسية او تلك الدولة السياسية.. على حساب العراق والعراقيين.. وقضية صولة الفرسان كذلك ضد المليشيات.. لم توضع استراتيجية للقضاء عليها وعلى من اسسها.. واصبح مجرد ضرب للمليشيات بدون كسر عظم مع زعماء وشيوخ التيار الصدري.. ومكاتبهم الذي اداروا الموجهات المسلحة ودعوا القوى الامنية والعسكرية للتمرد على الحكومة وتسليم انفسهم واسلحتهم لمكاتب الصدر.. ولم يتم تفعيل قضية مقتدى الصدر زعيم المليشيات ولم يتم اعتقاله ومحاكمته بالتهم الموجهة له.. مما يجعل العراق مقبل على التخلص من هؤلاء في ازمة جديدة.. كحال عاصفة الصحراء عام 1991.. اكتفت فقط بضرب جيش صدام.. ولم تقم بقتل واعتقال صدام.. نتيجة ظروف دولية عرقلت جهود امريكا لتحقيق ذلك.. ولكن بعد ثلاث عشر سنة تم القيام بحملة كبرى عام 2003. اسقطت فيها صدام.. كذلك صولة الفرسان.. اكتفت بضرب المليشيات بدون اعتقال راس الهرم فيها والمتمثل بمقتدى الصدر وشيوخه المثيريين لنزيف الدم كذلك كصلاح العبيدي وغيره.. مما يجعل العراق في امس الحاجة للتخلص من مقتدى الصدر وجماعته كما تم تخليص العراق من المقبور ابو ايوب المصري الاجنبي عن العراق وابو عمر البغدادي وغيرهم من الارهابيين وقبلهم صدام والزرقاوي المقبورين.. ........ • اسباب زوال نظام البعث.. هي نفسها اسباب حتمية..زوال النظام الحالي بالعراق بل العراق نفسه مما سبق يتاكد بان الخطورة بمكان ان العراق وصل الحال فيه ان مجرد استهداف الفساد والفاسدين وشيوخ الارهاب والارهابيين وشيوخ المليشيات والخارجين عن القانون.. هو استهداف للنظام السياسي بالعراق مجتمعا.. كحال النظام السابق الذي اصبح فيه استهداف رمز النظام صدام وعائلته هو استهداف لحزب البعث وللعروبة والقومية الخ.. فسقوط عائلة صدام سقط النظام كله.. .. لان المسلحين والمليشيات (هم مقاومة) في الطرح الشامل لمن يروج لهم.. واستهداف الفاسدين هو استهداف لنظام سياسي قائم على ذلك.. واستهداف القوى السياسية المرتبطة بالاجندة الاقليمية والجوار.. يعني استهداف اخطبوطات سياسية ومالية مرتبطة بجماعات مسلحة.. تستخدم الاغتيالات والتصفيات لكل من يعارضها.. ومحاولة تفعيل القضاء وعقوبة الاعدام هو استهداف للمصالحة.. لان ذلك يعني تنفيذ الاحكام ضد الارهابيين.. في وقت رافعي شعار المصالحة (يعتبرون اطلاق سراحهم من المعتقلات هي شرط للمصالحة).. لذلك سقوط الفساد المالي والاداري.. والقضاء على الارهابيين والمليشيات وتياراتهم وجماعاتهم.. هو (سقوط للنظام السياسي بالعراق كله).. مع عدم وجود البديل.. يؤكد بان (العراق كدولة مشروع فاسد.. مخير بين ..نظام دكتاتوري مركزي (سواء ملكي او جمهورية).. قائم على طائفة وحزب ومذهب وعائلة كالعراق في زمن الملكية.. والعراق بزمن ال عارف.. والعراق بزمن البعث وال المجيد وتكريت).. او (عراق مستباح تحت شعار الديمقراطية قائم على فاسدين وواجهات سياسية للمليشيات وللمسلحين ... واحزاب مجرد اجندات اقليمية).. والضحية من يسكن هذه البقعة من الارض التي تسمى (العراق).. واخيرا.. هناك حكمة تقول (لا تحل الازمات الا بانفجارها.. ) وفي العراق سياسييه وقادته الجدد ليسوا رجال لمواجهة الازمات.. بل رجال للتنبلة والسيارات الفارهة المصفحة.. والرواتب الخرافية.. والجولات والايفادات والمؤتمرات ولبس الملابس الحديثة من قوط لماعية واربطة وغيرها من الديكورات التي يعرضون انفسهم بها اعلاميا.. ومغشولين بتصريحات فلسفية فارغة.. لا تسمن ولا تغني عن جوع.. ........................ ومضات/ اصبح (استهداف الفساد والإرهابيين والمليشيات) هو استهداف للعراق نفسه..دليل فشل العراق كدولة في العراق (معالجة الأزمة تولد أزمات) ولا يوجد رجال لحلها..بل يوجد من يديمها لان بقاءها بقائه ....................... مجرد محاولة تفعيل مذكرة اعتقال لمقتدى الصدر او الضاري.. قضائيا.. نجد قوى سياسية تهدد بازمة ..........