يشهد عالمنا الحالي تطورا وانفتاحا منقطع النظير فمن الانتشار الملحوظ في وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة والتوسع المعرفي على الشبكة العنكبوتية نظل في حاجة ماسة إلى منتديات ثقافية أو ديوانيات ثقافية كما يحب أن يسميها البعض في دول الخليج! لعل حضوري الأخير لمنتدى الثلاثاء الثقافي ولد في داخلي تعطشا أكثر لحضور مثل هذه المنتديات ولعل حضوري لمثل هذه المنتديات خلال السنوات الست الماضية في البحرين شجعني على ذلك! إن الحراك الثقافي الذي تشهده مجتمعاتنا يتطلب منا السعي الحثيث والدؤوب لخلق مثل هذه المنتديات وإيجادها وتفعليها وتسليط الأضواء عليها! إن تنوع شخصيات وضيوف المنتدى بكافتها دينية كانت أو أدبية أو ثقافية أو علمية أو أكاديمية أسهمت ومازالت تساهم في دفع حركة الوعي الثقافي والاجتماعي والفكري الذي نتطلع له بعيدا عن الفصول الدراسية في المدارس أو المحاضرات المقننة في الجامعات! ليست تلك فقط الفائدة المرجوة والمبتغاة من تلك المنتديات, حيث سعت هذه المنتديات لإبراز الصورة الحقيقية المضيئة المشرفة للمجتمع السعودي ورجالاته بالإضافة للطاقات الدفينة من المثقفين وأصحاب الكلمة والرأي التي تكاد تغيب عن المجتمع وتظل قابعة خلف بيئة العمل وحدها! ناهيك عن الاستفادة من أوقات الفراغ واستثماره بالعلم والمعرفة والطرح الرائع الذي يستعرض في تلك المنتديات, أضف إلى ذلك ما فيها من توثيق أواصر الصلة وتعزيز العلاقة بين أفراد المجتمع وغيرها من النتائج المرجوة. لم تغفل وزارة الثقافة والإعلام عن تكريم أصحاب هذه المنتديات والاحتفاء بهم وتقديرهم نظيرا لجهودهم المبذولة في خلق هذه المنتديات وإيجادها من العدم وبالتالي دفع الحراك الثقافي والمعرفي في المنطقة وهذا يتطلب منا العمل على تطويرها وبث الروح في منتديات أخرى لإيجادها أو تفعيلها! إن الحميمية التي شهدتها لدى حضوري لتلك المنتديات مميزة وجميلة، فتجد المجتمع بكل أفراده مع اختلاف توجهاتهم وطبقاتهم وأطيافهم وتباينها، تجدهم مع بعضهم البعض، فترى السني يجلس بجانب الشيعي والصغير يتحادث مع الكبير والغني يحاور الفقير، هذا المشهد أوجد في داخلي صورة رائعة عن نسيج أبناء هذا الوطن الذي ما زال بخير وسيظل بخير مادام فيه ثلة يحملون على عاتقهم مسؤولية الكلمة وآخرين لا يألون جهدا نحو البحث عن تلك الكلمة!