من المضحك المبكي أن يرتقي الشخص مرتقاً لا يناسب مستواه فيكون ذلك وبالا ونقمة عليه وهذا ما نراه جليا في طرح الكثير من الكتاب بعض القضايا المتعلقة بالدين وهم ليسوا أهلا للحديث في أمور الفقه والفتيا ... يقول الشاعر : فقر الجهول بلا علم إلى أدب *** فقر الحمار بلا رأس إلى رسن فلا يمكن للجاهل المفتقر للعلم الشرعي وأصوله ومطلقه ومقيده والعام والخاص فيه أن يدخل وينصب نفسه عالما ومفتيا ومدافعا عن أمة محمد كمثل الحمار الذي قطع رأسه ليس من الممكن أن يربط . فهذا ضرب من الجنون . فالعلماء لهم كل الحق في الخوض في مسائل الشريعة عامة دون غيرهم ممن ينسبون أنفسهم كتاب وسطيين وهم ليسوا من أهلها فمعرفة بعضهم في قضايا الشريعة كمعرفتي بوقت قيام الساعة .. وليس كل من كتب في هذه القضايا قد وفق في كتابته .. فهناك من الأقلام من يمتلك القدرة على مجابهة كل قضايا العصر بقوة علمه وثقافته ليس بقوة وجوده الصحفي فقط .. ومنهم من لا يحمل مثقال ذرة من علم إنما جعله وضعه المادي أو الإعلامي يخدع نفسه ويصدقها وينصب نفسه لمكان لا يليق به بل يحتاج إلى أعوام للوصول لهذا المكان باستحقاقه العلمي .. بعض الكتاب هداهم الله وعائه خالي وخاوي من كل مفيد ويحاول بكل قواه أن يستحوذ على أكبر عدد من القراء ليوهمهم ويسقيهم فكره الذي تأبط شرا ليمرره عبر صحيفته المسمومة في كؤوس لا تحمل في داخلها إلا الصدأ .. ومهمتهم التي يسعون جاهدين لتنفيذها هي تشويه صور العلماء والدعاة والمفتين والنيل منهم والتطاول عليهم ومحاولة إيذائهم عبر كتاباتهم النتنة وصحفهم المهترئة ، والتي ستكون أوراقها حطبا لهم في يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم .. عجباً والله لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم دعاة للوسطية وهم والله براء من الوسطية كبراءة الذئب من دم يوسف هم هكذا يفهمون الفتاوى - التي يطلقها من هم أهلا لذلك - على ما تشتهي أنفسهم وأهوائهم وما يخدم مصالحهم الخاصة ويحرفون ويسعون إلى استمالة اكبر عدد من الناس عبر تلك الكتابات والدعايات حتى تعتقد أن كل صاحب دين ومفتي وعالم أصبح عدو لأولئك الكتاب .. كل العداوة قد ترجى مودتها *** إلا عداوة من عاداك في الدين وهذا ما شاهدناه في الكثير من المواقع الالكترونية والتي تناقلت فتيا العلامة البراك _ حفظه الله وسدده _ عن الاختلاط ولكنها للأسف لم تراعي مصداقية الكلمة والأمانة الصحفية ولم تلتفت لقوله تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ولا حتى احترام عقول القراء فنقلت الفتوى مبتورة بترا يغير المعنى تماما ولكم أن تقارنوا بين فتياه الحقيقية في موقعه - حفظه الله - وبين الفتيا المبتورة والتي تناقلتها الصحف والكتاب والمنتديات وغيرهم . فمن قرأ كلام الشيخ العلامة وكان معه ذرة عقل فهمها فهما لا يحتمل التأويل فهي واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ولا تخفى إلا على جاهل بالعلم أو خبيث في قلبه مرض ويريد أن يصل إلى مبتغاه وهيهات ثم هيهات .. ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم هناك كتاب في الساحة الآن ليس لديهم ما يكتبونه فعقولهم خاوية لكنهم يبحثون عن أي طريق للصعود والاصطفاف مع كبار الكتاب ولم يجدوا إلا طريق الدين ومن ينتمي له وقضايا الشريعة ليكتبوا أرائهم دون أن يطلب منهم أن يعطوا رأيهم فيها .. فلم نشاهد أحدا يتصل على صحفي ليسأله عن حكم الاختلاط أو أي سؤال يتعلق بأمور الدين .. هم فقط أقلام مادية وهناك بعض الفراغات في أوراقهم ويريدون تعبئتها ، للأسف هذه هي وظيفتهم الأساسية .. كم يرفع العلم أشخاصا إلى رتب *** و يخفض الجهل أشرافا بلا أدب فلنترك للعلماء الطريق للخوض في تلك المسائل فهم الأجدر لمناقشة وطرح كل القضايا التي تتعلق بأمور الدين والشريعة .. فلو ترك الأمر لكم وللعامة لهلك الناس وهلك الأخضر واليابس وإني أدعوكم يا كتاب الساحة أن تدافعوا عن دينكم ووطنكم بالعالي والنفيس لا أن تهدموه بأيديكم وأقلامكم فإن لم يكن لكم القدرة في ذلك فعليكم أن تضعوا أقلامكم وترموا بها في مزبلة التأريخ وتلتزموا الأدب مع الله ومع العلماء والخلق أجمعين ول تلتزموا الصمت خير لكم . حفظ الله الدين والوطن وولاة الأمر وعلماؤنا ومن سار على النهج الصحيح والسلام