كانت تساعد أمها المريضة في شؤون البيت نوال عبيدي، هي صبية في ربيعها الثالث عشر، تقيم بحي النور المظلم بقلب خنشلة، منذ خمس سنوات أصيبت بحروق من الدرجة الثالثة عبر أنحاء جسمها النحيف إثر حادثة انفجار قارورة غاز البوتان في مطبخ البيت، لتقلب حياة العائلة الصغيرة رأسا على عقب، سيما بعد أن أغلقت كل الأبواب في وجه الطفلة نوال يتيمة الأب، لتنطلق الأم العجوز التي تعاني هي الأخرى من مرض مزمن في رحلة بحث واستعطاف داخل الإدارات لعل عملية جراحية تنقذ ابنتها نوال ليبقى ذلك بمثابة الحلم للعائلة منذ ما يقارب خمس سنوات كاملة.. حكاية الطفلة نوال عبيدي بدأت وهي في سن التاسعة من العمر، حينما كانت بمطبخ منزلها العائلي بحي النور تحضر بعض الطعام لأمها المريضة المقعدة في فراش المرض، قبل أن تنفجر قارورة غاز البوتان أمام عدم تفطن الصغيرة المسكينة آنذاك لخطورة استغلال هذه الأخيرة، وعلى الفور تم نقل الضحية نحو المؤسسة الاستشفائية العمومية علي بوسحابة بخنشلة قبل تحويلها أمام خطورة إصابتها إلى المستشفى الجامعي بباتنة لتمكث ما يزيد عن 6 أشهر دون أي تتحسن حالتها وتضطر الوالدة إلى القيام بفحوصات منتظمة وتحاليل وأشعة لابنتها عبر العديد من العيادات بولايات الشرق الجزائري، على أمل أن تعيد البسمة لابنتها نوال، غير أن ثقل التكاليف المادية حال دون ذلك وأصبحت الأم تعيش في خوف من أن ترحل في لحظة من اللحظات أمام تقدم سنها لتبقى صغيرتها تدفع فاتورة الآلام وحدها؟