كثير منا ينتقد اداء القطاعات الحكومية ويصفها بالبطيئة والمعقدة والبيروقراطية وما إلى ذلك من وصف.. أعتقد أن هذا كان مقبولاًً سابقا، أما الآن فقد تغيّر كثير من الأمور بحكم ما نعيشه من تطوّر كبير تقني واعلامي حدا بالضغط على تلك القطاعات إلى التحسّن وأيضاً بحُكم استقلالية الصلاحيات فبعضها استفاد منها وحسّن كثيراً من خدماته للناس ومنهم من لم يستغلها وظل يتراجع ويتخلف عن الركب. كثيرون يشيدون بتطوّر الأحوال المدنية، التعليمات واضحة، حجز المواعيد عن طريق الموقع الإلكتروني، الطلبات واضحة ومدة الإنجاز كذلك.. كتابة العدل رغم كثرة الضغوط عليها بدأت في هذا النهج وأصبح موقعها الالكتروني أكثر تفاعلاً بمعرفة صلاحية الوكالة وحالتها.. كذلك مكتب الاستقدام وغيره من الجهات التي لاحظنا تطوّرها. إلا أن بعض الجهات ما زالت لم تواكب هذه التغيّرات، المستشفيات الحكومية تعطي مواعيد للمرضى وبعد ذلك تكتشف أنها توافق اليوم الوطني وعطلة رسمية وهناك من قطعوا آلاف الكيلو مترات من أجل هذا الموعد ناهيكم عن عدم تدخّل وزارة الصحة في محاسبة المستشفيات الخاصة على سوء خدماتها مقابل ما تأخذه من جيوب الناس ولن أتحدّث عن الأخطاء الطبية فقد طفح الكيل بها، جوازات الدمام أصدرت جوازاً لأحد أفراد أسرتي الصيف الماضي وزادوا عمره سبع سنوات - ما شاء الله تبارك الله - كرماً منهم، كما كان الجواز بلا اسم باللغة الإنجليزية حتى اكتشفت ذلك أثناء عودتي إلى المنزل والحمد لله أنني لم أكتشف ذلك في المطار. كثيرون يشيدون بتطوّر الأحوال المدنية، التعليمات واضحة، حجز المواعيد عن طريق الموقع الإلكتروني، الطلبات واضحة ومدة الإنجاز كذلك.. كتابة العدل رغم كثرة الضغوط عليها بدأت في هذا النهج وأصبح موقعها الالكتروني أكثر تفاعلاً بمعرفة صلاحية الوكالة وحالتها.. كذلك مكتب الاستقدام وغيره من الجهات التي لاحظنا تطوّرها.. إلا أن بعض الجهات ما زالت لم تواكب هذه التغيّرات. مؤخراً تردد الكثير من الحديث حول تعامل بعض الملاحق والسفارات مع الطلاب السعوديين في الخارج وما يعانونه من عدم اهتمام ومتابعة خاصة في الدول التي يكثر بها الطلاب المبتعثون وتعامل كثير من السفارات معهم ومع غيرهم من السعوديين مع أن رسالة الدولة واضحة لكل مسؤول في سفاراتنا بتقديم كل ما يمكن لأي فرد سعودي وتقديم كل المساعدات لهم إلا اني شاهدت وسمعت الكثيرين الذين لم يجدوا ذلك من الطلاب وإلا أن التعميم أيضاً غير مقبول فقد حدثت حادثة لأخي قبل شهرين، حيث كان يقضي إجازته مع عائلته في إيطاليا وحين وصوله لواحدة من مدنها قبل الوصول إلى الفندق مرّ بأحد محلات الأيس كريم، أراد أن يبرّد على كبده بحكم أن آيس كريمهم أحسن من آيس كريمنا بكثير واخرج حقيبته الصغيرة لدفع الحساب واثناء التفاته للمحاسب لثوانٍ معدودة سُرقت تلك الحقيبة وبها جوازاتهم جميعاً، يقول في تلك اللحظة لم يكن لدي همّ إلا التفكير في العودة إلى السعودية، فما تبقى من إجازته التي لم يقض منها إلا أقل من نصفها لم تعُد تعني له شيئاً، اتصل بالسفارة السعودية في روما آملاً أن يجدوا له وسيلة للعودة وتأمين سكن له حتى يغادر لعدم استقبال الفنادق له دون جواز فقط، فكان هذا كل طموحه، وجد القنصل الاستاذ حسان الراشد يقدّم له أكثر مما يتمنى فخاطب الفندق وطلب منهم تقديم كل ما يحتاج على مسؤولية السفارة، وطلب منه إكمال إجازته بكل راحة والعودة متى ما شاء ومن أين ما شاء، وطلب منه الاتصال به في أي وقت في حال حدوث أي مشكلة، وترك الأمر برمّته للسفارة وقامت بمخاطبة جميع الفنادق لتقديم المساعدة له، فكان يهتم به أكثر من والدته، فهذا نموذج رائع يستحق الشكر والتحية وأن نقول (أحسنت يا حسان).. بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة.. في أمان الله . صحيفة اليوم .