) منذ طفولتي ، وعلى اختلاف الخطباء الذين مرّوا عليّ ، كانت تنتهي خطبة الجمعة بهذه العبارة : اللهم ارزق ولي الأمر البطانة الصالحة . ولا أدري هل تهبط « البطانة « على المسؤول من السماء أم يتم اختيارها ؟!.. أم أنها تجد منافذ باطنية عجيبة تستبطنها من الباطن فتصبح بطانة؟.. بصراحة ، لا أعرف كيف تتشكل هذه « البطانة « وما هي مهامها في الحياة ؟.. ولماذا توجد « بطانة « أصلاً ؟.. وهل هناك مواصفات معينة لهذا الشخص تجعله - دون غيره من الناس - يحظى بهذا اللقب، وهذا الموقع ؟.. ثم .. ما الحل إذا فسدت « البطانة»؟.. هل هناك آلية لتغييرها ؟.. أم نكتفي بالدعاء لعل الله - سبحانه - يُصلحها ويحولها من مجموعة تهتم بالمناقصات والسمسرة إلى مجموعة تهتم بأحوال الناس ونقل الحقيقة إلى المسؤول؟ وهل هناك علاقة بين « البطانة» وكبر « البطن»؟.. في الغالب تجدهم منتفخي البطون .. هناك من يقول أن الخرفان هي السبب .. وهذه تحتاج إلى تأصيل شرعي وبحث علمي دقيق يبيّن أسباب كبر البطن ، وهل يختلف نوع وحجم الانتفاخ باختلاف البطن إذا كان صاحبه من أهل اليمين أو أهل اليسار ؟! (2) « البطانة» في السودان : هي أرض من أخصب الأراضي الزراعية والرعوية . « البطانة» المهاجرة في الطب : هو مرض يصيب الرحم لدى النساء . « البطانة» في السعودية والخليج : هو مصطلح يُعبر عن الأشخاص الذين يحيطون بالمسئول ، وهو رديف ل « الحاشية « .. وهم بمرتبة أعلى من « خوي « ... وفي الغالب يقولون دائماً : أن الأمور تمام ... ولا يعنون سوى أمورهم الشخصية ، ولا تجد بينهم فقيرا أو متوسط الدخل .. أو أعلى قليلاً من متوسط الدخل .. جميعهم أثرياء ونافذون . (3) يقول المثل الشعبي : إذا كان الشعب من المريخ فالبطانة من عطارد !! (4) يارب .. كل عام ندعو لهم بالصلاح ، وكل عام يزدادون ثراء وبعداً عن الناس . يا رب .. كل عام يرددها الخطيب ونردد من ورائه آمين ، وكل عام تنتفخ بطونهم أكثر . يا رب .. أصلحهم حتى لا نقول خذهم اخذ عزيز مقتدر .