عفواً.. بدايةً أرجو أن تخبرني عزيزي القاريء.. من أي العرب أنت؟! لأن الحروب العربية الحديثة والقديمة على غزارتها (اللهم لا حسد) مازالت تضيف لنا كل يوم مسميات جديده نباهي بها الأمم ويتزاحم التاريخ بها.. ولكن لندع الحديث للتاريخ. قاتلنا في الثمان وأربعين.. وكانت النتيجة.. عرب النكبة لم نفهم الدرس فأعدنا الكرة في السبعة والستين.. والمحصلة عرب النكسة الفلسطينيون فقدوا الثقة بإخوانهم العرب فجربوا بأنفسهم.. فقتل من قتل وشرد من شرد.. فمن دخل دولا عربية مجاورة صار اسمه عرب المخيمات ومن تاه في ضواحي أوروبا وأمريكا.. عرفناهم بعرب الشتات الأمر لا يبدأ ولا ينتهي بفلسطين.. ففي السودان وبعد مسلسل دامٍ طويل على الطريقة التركية انشق البلد إلى..عرب الشمال.. وعرب الجنوب أو الانفصال.. دعك من عرب إفريقيا الآن.. الثورات العربية الحديثه رفضت إلا أن تدلو بدلوها هي الأخرى.. وهاهم الفارون من آلة الحرب العسكرية الأمريكية في ليبيا يعيشون في الجزائر وتونس باسم عرب النزوح وإذا غصنا أعمق في التاريخ سنرى عرب المهجر.. وعرب الأندلس.. والعرب المسلمين والعرب من غير المسلمين.. ولم نعد نستغرب أن يصبح في داخل كل عربي منا عربيان أو أكثر هذا ولم نتكلم بعد عن عراق العرب وقد خرب عمرانه، واليمن وافريقيا والمغرب العربي لحقن بها.. والشام تطل برأسها تراود مقصلة تقسيم العروبة عن كبرياء شتات وانفصال ونكسات وانقسامات لكن لماذا نحن فقط..؟؟ لماذا العرب وحدهم من دون كل الأمم كتب عليهم هذا الكم الهائل من التقسيمات..؟ وهل أصبح الحديث عن الوطن العربي الواحد والأمة العربية الواحدة نكتة عتيقة ؟؟ ابن خلدون قال قديما في مقدمته - إن العرب لا تحصل لهم القوة والغلبة إلا بصبغة دينية.. أو نبوة ! إذن أيها العرب ليس لكم حل إلا الهروب إلى دينكم ولكن بعضكم سيقول حتى الدين أصبح ألف فرقة وفرقة فكيف سنتحدث عن البنيان المرصوص والجسد الواحد إذن ؟؟ ختاما - أتساءل هل مازال من البداهة أن نتساءل من المسؤول عن جعل كلمة العروبة تهمة وليست اسما.. وجعل كلمة المسلم ليست دينًا بل جرما..؟؟؟!!