حثّ الشيخ الدكتور عائض القرني على ضرورة بذل الصدقات خلال شهر رمضان المبارك؛ لما فيها من الأجر الكبير عند الله - سبحانه وتعالى-، مشيراً إلى أن شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والصدقة وتلاوة القرآن الكريم. وقال القرني في الحلقة 26 من برنامجه الرمضاني "مع الرسول في رمضان"، والذي ترعاه "سبق" إلكترونياً، وتعرضه قناته الخاصة "رقيم" على موقع "اليوتيوب": "كان من هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان كثرة الصدقة، هو متصدق في رمضان وغير رمضان، هو سيد المتصدقين، وكان في رمضان يزداد إقباله على القرآن الكريم والصدقة، على أمرين: على التلاوة وعلى الإنفاق، فكان أجود بالخير -كما يقول ابن عباس- من الريح المرسلة، لا يرد شيئاً، ولا يرد سائلاً، ويعطي ما عنده، ويؤثر بما لديه من الطعام والشراب ومن المال ومن الكسوة ومن الجاه ومن العلم، فهو سيد الأجواد صلى الله عليه وسلم". وأضاف قائلا: "ينبغي في رمضان أن يكون لك تميز خاص، بأن تؤثر غيرك، أن تشارك غيرك في شيء من الإفطار، تعطي المسكين، تعطي الفقير، من فطّر صائماً فله مثل أجره، لا تفكر في نفسك فقط، وفي سفرتك، وفي معدتك، فكر في الآخرين، فكر أن هناك أناساً لا يجدون شيئاً من الإفطار، لا لحم ولا تمر ولا خبز ولا فاكهة، أشركهم حتى لو تنازلت من ربع أو الثلث من إفطارك؛ لأن هذا الباقي، الذي نأكله ونشربه ونلبسه هو الفاني، الذي نعطيه ونتصدقه لوجه الله هو الباقي، قدم لنفسك، أنت إنما أكرمت نفسك، قبل أن تكرم المسكين والفقير، وأنت تسلم له الخبز والتمر والفاكهة، تكرم نفسك تضيّف نفسك في جنات النعيم، إنما أكرمت نفسك وجدت عليها". وقال: "الله الله في رمضان، أن يكون هناك تفطير للصائم من قبلك؛ لأن الإنسان يقتدر، 10 ريالات تفطر الصائم، وهناك جمعيات في المساجد وعند الأئمة، تسأل تجد في كل حي، لو تفطر مثلا في اليوم خمسة أو ثلاثة أو اثنين، ما يكلفك ريالات بسيطة، كم ذهب أموالنا في ملاذنا والأثاث والسيارات والمتع، الآن هذا موسم الخيرات وموسم الصدقات، الله الله في مد يد العون، الله الله في إعطاء الفقراء والمساكين والأيتام، هنا عمال في الكثير من المحافظات والمدن والأرياف لا يجدون ما يأكلون، فحقك أن تساهم، وأن تعطي، وأن تسأل عن جيرانك، وتتفقد الفقراء؛ لأن هذا الباقي، هذا شهر الصدقة". وأكمل بالقول: "جزى الله خيراً كثيراً من الأجواد رأيناهم من أهل الخير كيف يفرشون سفرهم في المساجد وفي الحرم حتى إن بعضهم هو بنفسه يباشر بصب القهوة والماء والإعطاء، هنيئاً له، هذه والله التجارة، ألا ترى كيف تتصرم هذه الدنيا بأهلها؟ أما ترى أنه لا منصب يبقى ولا مال ولا جاه؟ أما ترى كيف تطوي هذه الأحداث والأيام، كل شيء هالك إلا وجهه، يبقى البر يدفن معك، يبقى العمل الصالح يرافقك يأخذ بيدك حتى يدخلك جنات النعيم".