تضمنت انطلاقة فعاليات احتفال الزلفي بعيد الفطر تكريم شخصية الزلفي لهذا العام الشيخ الزاهد الداعية عبدالكريم بن عبدالمحسن اليوسف المسعود – رحمه الله تعالى – والذي توفي نهاية شهر محرم الماضي ، حيث سلم محافظ الزلفي الأستاذ زيد آل حسين درعا تقديريا لابنه الأستاذ أحمد الذي ألقى كلمة قدم في بدايتها التهاني بالعيد لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وللأسرة المالكة وللشعب السعودي ثم قال : إنني مسرور بهذا الوفاء غير المستغرب من قبل محافظ وأهالي الزلفي لوالدي رحمه الله فرجال الزلفي رجال كرام ولا تزال هذه الصفة الطيبة تتوارث بينهم بحمد الله تعالى ، ثم قدم نبذة عن حياة والده حيث قال : ولد بالزلفي عام 1347ه ونشأ يتيما حيث توفي والده وهو صغير فتولت أمه رعايته وتعليمه فدرس في حلقات المساجد لدى عدد من طلبة العلم ، واشتغل بالعلم الشرعي طيلة حياته حيث جلس للتدريس في مسجد العليوية ثم انتقل لمسجد تميم بن أوس الذي يعرف باسمه وتولى إمامته حتى وفاته ، وكان قد نذر حياته للدعوة ونشر الخير بين الناس سواء في مسجده أو في بيته أو المناسبات التي يدعى إليها وعرف عنه أنه ومنذ أربعين سنة وحتى وفاته كان يصلي الجمعة في القرى والهجر المجاورة للزلفي ويخطب فيهم الجمعة ويوزع الصدقات التي يجمعها طيلة الأسبوع على الفقراء والمحتاجين ، وكان رحمه الله يحمد الله دائما أنه لم يغتب أحدا ولم يغش مسلما أبدا ، واشتهر عنه ومنذ عام 1397ه أنه يؤخر إقامة الصلاة عن المساجد الأخرى حتى يدرك الناس فضل الجماعة ، وكان صبورا على كل ما يلاقيه من متاعب ولا يلتفت لمظاهر أو يبحث عن سمعة بين الناس ، يجود بما في يده على الفقراء والمساكين ، يحب الجميع كبارا وصغارا ويتباسط مع الكل وفي رمضان خاصة كان مسجده عامرا بالمصلين ويقام فيه إفطار للصائمين ، أدخل المستشفى قبل وفاته بيومين ويحدثني أحد الممرضين أنه قبل وفاته بلحظات ناداه وقال له : أبشرك أنني بالجنة ودعا له بخير ثم توفي رحمه الله وذلك يوم الأحد 24 من شهر محرم 1431ه ودفن بعد صلاة الظهر من اليوم الذي يليه حيث امتلأ جامع الملك عبدالعزيز بالمصلين عليه وحضر دفنه أمواج ضاقت بهم المقبرة من أهالي الزلفي ومن خارجها ومن أبناء الجاليات ، رحم الله والدي وشكرا لمحافظ وأهالي الزلفي على هذه اللفتة الطيبة .