لم يجد مواطن جزائري معوق وسيلة للتعبير عن مأساته الاجتماعية التي تجاوز عمرها خمس سنوات، والمتمثلة في عدم حصوله على وظيفة أو سكن، إلا أن يترك رضيعه الذي لم يتجاوز عمره شهراً، أمام مقر الرئاسة الجزائرية بالعاصمة، وفوجئ المواطن بأحد موظفي الرئاسة يطلبه هاتفياً لإبلاغه بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيقابله شخصياً لحل جميع مشاكله. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن صحيفة "الشروق" الجزائرية، الأربعاء، تفاصيل الواقعة كما رواها الجزائري سليمان قادة، الذي يقول: إنه فوجئ بأجهزة رئاسة الجمهورية تطلبه هاتفياً لتبلغه بتحديد موعد مع بوتفليقة، الأربعاء الماضي بمقر الرئاسة، بعد اعتصامه أمام مقر الرئاسة لمدة شهر، وانتهى بترك رضيعه الذي لم يتجاوز الشهر أمام باب رئاسة الجمهورية، تعبيراً عن مأساة اجتماعية رغم إعاقته التي تبلغ 80 %. وأضاف سليمان قادة من ولاية سيدي بلعباس الواقعة غرب البلاد، أن مقابلة بوتفليقة تُوجت بإصدار تعليمات صارمة للجهات المعنية بضرورة التكفل السريع بحاجاته، ومنها أن يستفيد قريباً بمحل وسكن إلى جانب تعليمات إلى مديرية النشاط الاجتماعي بولاية سيدي بلعباس للتكفل بالجانب الاجتماعي، باعتباره معوقاً ومقبلاً على عملية جراحية معقدة. وأوضح أنه أقدم على ترك رضيعه بعد أن ضاقت به جميع السبل، حيث يعيش برفقة زوجته وأبنائه الستة في خيمة منذ خمس سنوات بعد أن طُرد من سكنه بقرار قضائي، مشيراً إلى أن إعاقته لم تقلل من عزيمته في مواجهة بيروقراطية المسؤولين، وعلى كل المستويات، حيث تعرض في كثير من الأحيان للإهانة والاستهزاء.