قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" إن المسبار العلمي كيوريوسيتي هبط على سطح كوكب المريخ بعد الساعة 10:30 ليلا بتوقيت المحيط الهادي يوم الأحد (05:30 بتوقيت جرينتش يوم الإثنين)؛ ليبدأ مهمة تستغرق عاميْن بحثاً عن أدلة على وجود المقومات الأساسية للحياة على الكوكب الأحمر. وصفق مراقبو المهمة في معمل الدفع النفاث قرب لوس أنجليس، عندما تلقوا إشارات من مركبة تؤكد أن المسبار تمكّن من الهبوط في المنطقة المخصّصة.
ووصفت "ناسا" هذا الإنجاز بأنه أكثر الإنجازات تعقيداً في رحلات الفضاء غير المأهولة.
وبعد دقائق بثّ كيوريوسيتي أول ثلاث صور من سطح المريخ تظهر إحداها عجلة المركبة.
وقال ألين تشين نائب زعيم فريق هبوط المسبار "لا يمكنني أن أصدق هذا.
هذا أمر لا يصدق".
ومشروع كيوريوسيتي الذي يتكلف 2.5 مليار دولار ويطلق عليه رسمياً المختبر العلمي للمريخ هو أول مهمة تتعلق بوجود حياة في الفضاء تقوم بها "ناسا" منذ مهام سفن الفضاء فايكنج في السبعينات.
ويمثل هبوط المسبار على سطح المريخ انتصاراً كبيراً وعلامة بارزة ل"ناسا"، التي تعاني خفضاً في الميزانية وتوقف برنامج المكوك الذي استمر 30 عاماً.
وقال جون هولدرين كبير المستشارين العلميين للرئيس باراك أوباما، الذي كان يزور مختبر الإطلاق "إنها خطوة هائلة للأمام في استكشاف الكوكب.
لم يقم أحد قط بشيء من هذا القبيل.. كان أداءً رائعاً".
ولم يتسن على الفور التأكد من حالة المسبار الذي يعمل بالطاقة النووية والذي يبلغ وزنه طناً واحداً لدى وصوله.
وتعتزم "ناسا" إخضاع المسبار ومعداته المعقدة - الذي وصف بأنه أول مختبر علمي متنقل كامل يرسل للعالم الخارجي - لعمليات صيانةٍ هندسية تستغرق أسابيع عدة قبل بدء المهمة التي تستغرق عاميْن.
وكان هبوط المسبار تتويجاً لرحلة استغرقت أكثر من ثمانية أشهر قطع خلالها المسبار 567 مليون كيلو متر في الفضاء منذ إطلاقه من كيب كنافيرال.
وكانت وكالة "ناسا" قد بثت عديداً من الشرائط التي تشرح الرحلة، منذ إطلاق المسبار من الأرض وحتى وصوله إلى المريخ، والذي تم أمس فقط، حسب هذا الفيديو.