مع مضي قوارب الحياة، وجريان ساعات الزمن، واللهاث وراء المطامح وتحقيق الرغبات، وتلبية الطموحات، تقرع في ذهنك فجأة جملة من الآيات العظيمة والأحاديث الشريفة، لتستوقفك وتعيد التفكير من جديد حول دورك في الحياة، ووجه دلالتك لعمل الخير، في معترك تموج به الآمال، وتتعدد فيه الخيارات، حينها يستكين المرء لسماع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم». «عكاظ» وقفت على حقيقة قصص الداخلين في الإسلام، ورصدت الوقائع التي يقف خلفها رجال دعوة امتثلوا لأمر الباري عز وجل، واهتدوا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في تقوية دعائم الإسلام ونشره في أصقاع الدنيا، دعاة رصدتهم الكاميرا وهم يطفئون ضريم نار الحيرة والشك من قلوب كانت مشردة وتائهة في ظلمات ودهاليز مظلمة، فأرحاوا بدعوتهم صدورهم وأجابوا بإجابات شافية معنى العبودية لله تعالى، وأن محمدا بن عبدالله رسوله المجتبى بلغ الأمانة وأدى الرسالة وأخرج الناس من ظلمات إلى أنوار. تلك القصص تنبع من ميدان يتوسط مدينة الخبر في شرقي المملكة، وبالتحديد مخيم الإفطار السادس التابع لمكتب توعية الجاليات، الذي يبدأ من الساعة الخامسة عصرا. مدير المكتب الشيخ صالح بن عبدالعزيز التويجري أوضح أن هذه المخيمات تقدم برامج توعوية، ودعوية، وترفيهية، ومسابقات متنوعة بجوائز قيمة، للمسلمين وغير المسلمين، وهذا بدوره يترك أثرا إيجابيا عند بعض الجاليات للدخول في الإسلام. ويهدف المخيم كما يقول التويجري إلى تفعيل روح الأخوة الإسلامية من خلال تفطير الصائمين، والتعاون مع المواطنين لكسب الأجر، وتربية الجاليات على أسس علمية إسلامية، واستقطاب أكبر عدد من الزوار والمنتسبين للمخيمات، وتنسيق الزيارات لكافة شرائح المجتمع، واستغلال إقبال الجاليات للإفطار والدروس لإنتاج مواد دعوية. وألمح التويجري إلى أن المخيم كان سببا في إسلام أكثر من 62 شخصا من بداية شهر رمضان، كما أن المكتب شهد إسلام ألفي شخص على أيدي دعاة المكتب. وعن فكرة الإفطار والدعوة في آن معا داخل هذا المخيم، قال التويجري: إن رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى عبر طاقم من المتطوعين الكثر، الذين يعملون بكل جد واجتهاد، فمنهم المرحب والآخر ينظم، وقد اجتهد الدعاة في دعوة الزوار في كل خيمة من الخيام الموزعة حسب الجالية؛ الهندية، النيبالية، الملبارية، الفلبينية، العربية، التاميلية، والبنغالية. ويقوم على خدمة الصائمين 210 من المتعاونين منهم 50 سعوديا متعاونا، حيث يقومون بتنظيم الخيام وتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين، إضافة إلى تنظيم المشرفين على المخيم الندوات والنقاشات داخله، ودعوة المقيمين من غير المسلمين إلى المخيم الرمضاني للتعرف إلى القيم التي يحملها شهر رمضان، مثل التكافل الاجتماعي والتسامح من خلال 15 داعيا يشاركون في الندوات التي ستعقد في المخيم.