ناقش برنامج "الرئيس"، على قناة "لاين سبورت"، الذي يقدمه الزميل صلاح الغيدان، وترعاه "سبق" إلكترونياً، في حلقة أمس الاثنين قضية "سجناء الدين" وتناول أسباب تورط الكثيرين في الدين وانتهى بهم الأمر إلى السجن, والحلول والمقترحات. وكان ضيف الحلقة الشيخ عبدالمحسن الأحمد, وتداخل محمد الضبعان المستشار القانوني للبرنامج الذي بدأ بتقارير متعددة لبعض السجناء وأغلبهم سجن لتحريرهم شيكات من دون رصيد أوقعتهم في فخ الدين والتعاسة وانتهى بهم المسار خلف القضبان. وذكر أحد السجناء أنه تعرض لمشكلة تختص بإيجار منزل وتحرير شيك بمبلغ 26 ألف ريال وهو يعول أسرة وأبناء وبنات, إضافة إلى إعالته لأخته الأرملة وأبنائها وهو ما زال في السجن منذ 3 أشهر. وذكر سجين آخر أنه حرر شيكاً من دون رصيد بمبلغ 26 ألف ريال أيضاً عن جهل بالأنظمة ولا يزال تحت وطأة الدين, وترتب على ذلك احتياج أسرته له كثيراً بعد أن انقطع راتبه وهو بالسجن, مشيراً إلى أنه قضى 6 أشهر لم يأتِ أحد ليزوره أو يفرّج كربته. وتحدث سجين يبلغ من العمر 45 عاماً أودع السجن بسبب تحريره شيكاً بمبلغ 52 ألف ريال وهو رجل أمن ما زال بالسجن منذ سنة و4 أشهر, حيث توقف راتبه. وأوضح أنه لا يعلم عن أنظمة هذه الشيكات ومصيرها وهو عن جهل بها, من أجل تفريج بسبب إيجار منزل. وقال سجين آخر: "كنت أحمل أسرتي في السيارة طوال الوقت بعد طردي من المنزل فحررت شيكاً بمبلغ 30 ألف ريال قيمة إيجار بيت, وبما أن هذا نظامهم ولظروفي اضطررت إلى توقيع الشيك, والآن أنا بالسجن, دمرت عائلتي على الرغم من تمديد جلسات المحكمة لأشهر". وبدأ الشيخ عبدالمحسن الأحمد ضيف الحلقة بالآية الكريمة: "يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد أن يشأ يذهبكم ويأتي بخلقٍ جديد". وقال الشيخ الأحمد: إننا جميعاً فقراء إلى الله, حتى الغني يعد فقيراً إلى الله, فكل الناس إذا تعلق أمرهم بالله اطمأنوا وقضت حوائجهم لأن من يسير هذا الأمر, ومن يكتبه لك هو الله سبحانه وتعالى. فإذا أراد الله لك الخلوص من محنتك أو كربتك سخر لك ذلك بالناس أو المحسن وهم أداة. وقال محمد الضبعان المستشار القانوني لبرنامج "الرئيس" إنه صدر تطبيق أحد مواد نظام الشيكات وجرّمت قضيته، فأصبح الآن جريمة تؤدى إلى السجن في حالة عدم وجود الرصيد الذي يغطي المبلغ المكتوب. ورداً على سؤال لمذيع البرنامج عما إذا كان الجهل يعفي من العقوبة, أجاب الضبعان أن الجهل لا يعفي من العقوبة, ولكن توقيع الشيك على بياض يعد أمراً خارج القانون، مشيراً إلى أن الشيك أداة وفاء وليس ضمان الحق. وبيّن الضبعان أن البنوك هم الزعماء في هذه القضية ضد الضعفاء وشركات الملصقات الدعائية على أجهزة الصرف الآلي وغيرها لأن من أمن العقوبة أساء الأدب وليس هناك عقوبة تصدر بحقهم. وعرض البرنامج ديون المعاقين في فقرة بعنوان "هم اجتمع مع بلاء الإعاقة"، أوضح فيها حاجة مثل هذه الفئة الغالية على قلوبنا إلى التفريج عنهم في كل مكان والسؤال عنهم لكونهم متعففين لا يسألون رغم حاجتهم ودينهم. واستعرض "الرئيس" بعض الحالات ومنها حالة مريض أُصيب بمرضٍ نادر ببريدة صدر له أمر بعلاجه بالخارج إلا أن الشؤون الصحية ببريدة لم تسمح بعلاجه خارجياً ولم تقم بعلاجه. كما عرض لحالة سجين مقيم يمني لا يزال خلف القضبان نتيجة دينه وهو حالياً داخل السجن العام بمحافظة الليث على خلفية حادث دهس لمسن وقع بتاريخ 17 /1 /1433ه في مركز أضم بمحافظة الليث التابعة لمنطقة مكةالمكرمة. وأودع على إثر ذلك السجن العام بالليث على أن يدفع مبلغاً قدره 320 ألف ريال للورثة وعددهم 14 شخصاً. وحاول شقيق السجين بمساعيه دفع المبلغ بطرق أبواب عدة من قِبل عددٍ من التجار لكنه لم يجد شيئاً وبعد مضي خمسة أشهر تنازل 9 من الورثة عن حقهم وبقي من المبلغ 80 ألف ريال وهي حقوق 5 من الأشخاص الورثة. وقدم البرنامج تقريراً من خلال لقائه عدداً من الأشخاص عن المقترحات والحلول المتنوعة التي تناولها التقرير.
وتحدث بعد ذلك الشيخ عبدالمحسن الأحمد عن فضل التعلق بالله سبحانه وليس بالبشر, وأن يجعل الإنسان أمره بالله، فالناس أداة لا يؤدون عنك شيئاً ما لم يكتبه الله لك. وحثّ الشيخ الأحمد المحسنين بالتقرب إلى الله بالإنفاق والصدقات مع قرب شهر رمضان المبارك بدأها بقوله تعالى: "وأنفقوا مما رزقناكم"، "وما تقدموا من خير يوفى إليكم". وأشار إلى أن الجميع فقير إلى الله ومن نسي أنه فقير فسوف يموت جوعاً. وقال الشيخ إن من لا يستطيع الإنفاق لقلة ماله وتمنى أن ينفق لإخراج سجين فإنه شريك في الأجر بمن قدم وأنفق وسعى في تفريج كربة سجين وإخراجه من سجنه بالنيّة الصادقة.
وقال مذيع البرنامج: "إننا لا نقبل أن تُدفع لنا الأموال ومن يرد ذلك فليذهب إلى السجون وير بنفسه ويقدم ما عنده ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى". متمنياً لجميع السجناء أن يقضوا صيام شهر رمضان مع ذويهم.