خلصت أطروحة تقدم بها محام مصري يدعى هاني طايع، للحصول على درجة الدكتوراة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، إلى أنه من خلال العقل يمكن معرفة المذنب والبريء دون تحكم أو تدخل من البشر، مؤكداً أن استجابة العقل للمؤثرات تكون لا إرادية، حتى إن الشخص نفسه لا يستطيع أن يؤثر فيها، فعن طريق المخ يجري اختبار بصمة المخ، التي تستخدم كدليل إثبات في المجال الجنائي. ونقلت عنه "بوابة الأهرام" قوله إنه حتى عهد قريب استخدمت البصمات التقليدية، حتى اكتشف العالم الأمريكي فارويل بصمة المخ، وهذه البصمة لا تعتمد على الأثر البيولوجي لل "دي إن إيه" الذي يتركه الجاني على مسرح الجريمة، وإنما تعتمد على المعلومات المخزنة في عقل المجرم، وما يحويه من تفاصيل وأحداث، ووقائع الجريمة التي ارتكبها، وذلك بعد معرفة أن المخ هو المصدر الأساسي المسؤول عن كل أعمال الإنسان، وأن المخ هو الذي يقوم بالتخطيط والتنفيذ وتسجيل ما حدث في الجريمة، وأن مرتكب الجريمة الفعلي يقوم بتخزين أحداث الجريمة في ذاكرته. وقال طايع إن بصمة المخ عبارة عن موجات وإشارات مخية تسمى بp300 للمعلومات عن الجريمة الموجودة في "الذاكرة الداخلية للإنسان" التي يتم تسجيليها وتحليلها عند استرجاع هذه المعلومات عن طريق الحاسب الآلي، وبالتالي يمكن التعرف على الشخص الحقيقي، فعندما يتم وضع المشتبه به أمام شاشة كمبيوتر تعرض أمامه حدثاً ما، وليكن مثلاً كلمة أو جملة أو أداة الجريمة كالسكين التي استخدمها في القتل، فتومض أمامه على شاشة الكمبيوتر، فإن النشاط العصبي في دماغه سوف يكون متزامناً، وسوف يصدر موجة كهربائية، وهذه الموجة يمكن قياسها عن طريق وضع مجسات، أو أجهزة إحساس على الرأس، وتكبير هذه الأجهزة، ويطلق على هذه الموجة الكهربائية p300. وأوضح أن التجارب أثبتت أنه من الممكن الحصول على أدلة من المخ، أو العقل ويتم الحصول عليها بأسلوب دقيق، ويمكن الاعتماد عليه في الإجراءات الجنائية ودون اللجوء إلى إجراءات معقدة، وعديدة، أو أساليب محرجة للإنسان أو منتهكة لكرامته الإنسانية. وقال إن أهم مميزات بصمة المخ أنها قليلة التكاليف، كما أنها لا تحتاج إلى وقت في إجرائها والحصول على نتائج فورية، كما أنها آمنة للمجتمع وتحميه في ضبط الجناة عند ارتكابهم الأعمال الإجرامية، وهذا الأمر يقتضي أن يكون هناك نظام سليم وفعال للكشف عن الجرائم وضبط مرتكبيها بسرعة، وبغير افتئات على حريات الأفراد أو انتهاك لحرماتهم وكرامتهم الإنسانية، وفى هذا الصدد تعد بصمة المخ وسيلة فعالة في إثبات الجرائم، والكشف عن مرتكبيها حتى إنه يمكن الوقاية من الجرائم الإرهابية قبل وقوعها.