ردت مؤسسة البريد السعودي على شكاوى موظفي البريد الممتاز في المركز الرئيسي، التي نشرتها "سبق" أمس في تقرير بعنوان "بالصور.. موظفو بريد الرياض يعملون داخل قبو للسيارات وتعتليهم مواسير الصرف الصحي"، وأظهر بيئة عمل غير مناسبة من خلال صور متعددة لمواقع عملهم، وجاء الرد بطريقة جديدة وراقية عندما وجهت المؤسسة دعوة للصحيفة للوقوف على أرض الواقع، ومشاهدة سير العمل؛ بهدف تفنيد تسريبات مصادر "سبق" لصور من داخل مقر البريد. ونفت المؤسسة في الوقت نفسه ملاحظات الموظفين، فيما أصر الموظفون على صحة شكواهم التي وثقوها بالصور، مبينين أن الاعتراف بصحة الصور وعدم الرضا من قبل المسؤولين دليل كاف على معاناة الموظفين. "سبق" التقت مدير عام البريد الممتاز حمد البكر، ومدير العلاقات العامة الزميل صالح العنزي، وفي جولة داخل المقر اتضح حجم العمل والإنتاجية على الرغم من أعمال الصيانة والترميم التي مضى عليها أشهر عدة. وقال البكر: "إن هناك موظفين مغرضين وغير مقدرين للمرحلة والنقلة التي نمر بها، وفي نفس الوقت لا يفرقون بين خراطيم إطفاء الحريق وأنابيب الصرف الصحي، عندما قاموا بتصويرها وبعثها لكم في الصحيفة، وعرضها أمام الرأي العام، وإيهام الناس أنهم يعملون تحت أنابيب المجاري". وفنّد مدير البريد الممتاز النقاط التي وردت في التقرير حول ضعف الإضاءة والتكييف، موجهاً سؤاله للمحرر عن مدى صحة كلامهم. وعن ادعاءاتهم حول عملهم داخل مواقف سيارات قال البكر: إن هؤلاء لا يفرقون كذلك بين مناطق التحميل والتنزيل "الخدمات" وبين مواقف السيارات، واصطحب "سبق" للمنطقة المخصصة لاستلام وتسليم الطرود عبر السيارات والملاصقة لمكاتبهم. وأبدى البكر استغرابه من مبالغة الموظفين في شكواهم عندما بينوا أنه لا يوجد مخرج طوارئ، واتجه بنا إلى أحدها وفتحها، وهي تقع بين مكاتب البريد الممتاز ومكاتب جمارك الرياض. وكشف أن هذا المكان مؤقت، وأنه غير راض شخصياً عنه، ولكن انتقل له عمل البريد الممتاز، حتى يتم تجهيز الصالة الرئيسية التي فيها سير طويل لحمل الطرود ومحطات فرز، مبيناً أن العمل سيبدأ خلال شهرين. وحول العقوبة التي ستطال الموظفين قال البكر: "الصور اختيرت بطريقة سيئة، ومع أن المكان مؤقت فليس كما نقل، ولكنهم يظلون أبناءنا وأبناء البريد الممتاز، وأي شخص قد يخطئ ويسيء التقدير، وشخصياً لا أريد أن أعرف من صور حتى لا يكون بخاطري شيء تجاهه".
رد المحرر: في البداية نشكر مسؤولي البريد الممتاز على تفاعلهم مع تقرير "سبق" ورقي تعاملهم، إلا أننا نود توضيح ما يلي: أولاً- "سبق" تلقت شكاوى الموظفين، وتتبعتها حتى تم التحقق من صحتها، وبدأت تقريرها برصد لما ظهر في الصور، وبالإشارة إلى رداءة بيئة العمل ومعاناة موظفي البريد الممتاز والحديث عن التمديدات التي تعتلي رؤوس الموظفين داخل الموقع الذي تغيب عنه التهوية، ويظهر فيه ضعف الإنارة. ثانياً- الصور كانت تكشف الملاحظات التي نشرتها "سبق"، ومسؤولو البريد الممتاز اعترفوا بصحة الصور. ثالثاً- مسؤولو البريد أكدوا عدم رضاهم على الموقع الحالي؛ ما يؤكد صحة معاناة الموظفين ورداءة بيئة العمل في الموقع. رابعاً- المسؤولون قالوا إن المنطقة مخصصة للتحميل والتنزيل، وليست مواقف سيارات، علماً بأن التحميل والتنزيل يتم عبر السيارات وفي منطقة القبو التي تتضمن مواقف السيارات وورشة صيانة السيارات. خامساً- المسؤولون لم يتطرقوا لموضوع غياب التهوية وضعف الإنارة. سادساً- الموظفون اشتكوا من رداءة التكييف في الموقع، وطالبوا القراء بزيارتهم والتحقق من ذلك. سابعاً- نشرت "سبق" شكاوى الموظفين وأشاروا خلالها إلى أن التمديدات خاصة بالصرف الصحي، مشيرين إلى أنهم يعانون من تسرب المياه منها. أخيراً- "سبق" ترحب بنشر توضيح البريد الممتاز والتعاون فيما يخدم الوطن والمواطن والصالح العام، وتؤكد أن الموقع مفتوح أيضاً للمراجعين، حيث باستطاعة القراء زيارة المقر الرئيسي للبريد في شارع البطحاء، والنزول لمقر البريد الممتاز في الدور رقم -1 للتحقق مما نشر على أرض الواقع.