لليوم الثالث على التوالي، تتصاعد أعمال العنف وإشعال الحرائق في عدد من أحياء لندن الفقيرة، التي تسكنها أقليات من السود والأتراك. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الاثنين: إن أعمال عنف اندلعت في لندن مساء الاثنين لليوم الثالث على التوالي، حيث أحاط الشبان بسيارات الشرطة، واستولوا على سيارات النقل، واستهدفوا المحال التجارية للسرقة وأعمال النهب. وقد بدأت أعمال العنف الليلة في منطقة "هاكني" حين أطلقت عصابات من الشباب ممن يرتدون غطاء على رؤوسهم، قنابل الملوتوف، وأشعلوا النار في السيارات وصناديق القمامة، لينتقل المشهد بعدها إلى مناطق "لويشام وبيكهام وديبتفورد وكريدون وكلافام" جنوبلندن، ومنطقة "هارو" شمال غرب المدينة، كما تعرضت عدة محال تجارية للسرقة في برمنجهام. وقالت وكالة "رويترز": إن تغطية قنوات التليفزيون الإخبارية يوم الاثنين أظهرت حرائق عمد أشعلت في عدة مبان في كرويدون على المشارف الجنوبيةللندن مع اتساع نطاق أعمال الشغب في يومها الثالث في العاصمة البريطانية، وأضرمت النار في مبان وسيارات في أماكن أخرى في لندن، واشتبك شبان مع الشرطة. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": إن الاضطرابات اندلعت يوم السبت الماضي، بعد أن احتشد نحو 300 شخص خارج محطة الشرطة في شارع "هاي ستريت" يطالبون ب "العدالة" بعد قتل الشرطة لشاب يدعى مارك دوغان، يبلغ من العمر 29 عاماً، يوم الخميس، وهو أب لأربعة أطفال، ثم تحولت احتجاجات السكان المحليين إلى أعمال عنف، ووصف مراسل "بي بي سي" بن أندو الوضع بأنه "مواجهة" بين الطرفين. وألقت الشرطة القبض على 215 شخصاً، وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا مي عقب اجتماع مع كبار قادة الشرطة اليوم: إنه جرى بالفعل توجيه اتهامات إلى 27 شخصاً حتى الآن في القلاقل وأعمال السلب والنهب خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وقالت الشرطة البريطانية: إن 35 ضابطاً أصيبوا في هذه الأعمال. وكانت مي قطعت إجازتها السنوية في سويسرا وعادت إلى لندن، إثر تجدد أعمال العنف، ليل الأحد الاثنين، في عدد من أحياء العاصمة لندن، حيث نهبت محلات تجارية، وأحرقت بعض الممتلكات العامة والخاصة. وأنحى ساسة ورجال شرطة باللائمة في أعمال العنف على بلطجية، ولكن سكان في منطقة "توتنهام" عزوا أعمال العنف إلى توترات محلية، وغضب بشأن المشكلات. وقال سكان: إنهم اضطروا لترك منازلهم في الوقت الذي قامت فيه الشرطة الراكبة وشرطة مترجلة لمكافحة الشغب، بمهاجمة الحشد لإبعاد مثيري الشغب، في الوقت الذي كان فيه الدخان ما زال يتصاعد من البنايات المحترقة، وامتلأت الشوارع بالحجارة، واستمر رنين أجراس الإنذار من محاولات السطو، وفي منطقة تجارية قريبة نُهبت محال الأدوات الكهربائية، ومحال الهواتف المحمولة، وألقيت صناديق شاشات التليفزيون الكبيرة الفارغة في الخارج، إلى جانب أسطوانات مدمجة وشظايا زجاج نوافذ المتاجر المهشمة. وقال سعد كمال، وهو مدير فرع شركة لمبيعات التجزئة: "أخذوا كل شيء تقريباً، وكل ما بقي قد تحطم"، وذكر ديفيد لامي، عضو البرلمان المحلي، أنه لا يعرف ما إذا كان كل السكان في البنايات التي تعلو المحال التي أشعلت فيها النيران قد فروا، وقال للصحفيين: "مجتمع كان يعاني بالفعل والآن انتزع قلبه منه". وتأتي أعمال الشغب أيضاً في وقت تتسع فيه رقعة التشاؤم في بريطانيا، حيث تجد صعوبة في تحقيق نمو اقتصادي، ومع قيام الحكومة بخفض الإنفاق العام وزيادة الضرائب للمساعدة في سد عجز الموازنة العامة الذي تجاوز 10 % من الناتج المحلي الإجمالي، وقال أوزودينما ويجوي (49 عاماً)، وهو عامل نظافة، استُغني عنه أخيراً بسبب التقشف: "توتنهام حي محروم، البطالة متفشية للغاية، إنهم محبطون".