حرصت كافة الصحف على توثيق أكثر اللحظات إثارة في جلسة استجواب آل ميردوخ في مجلس العموم، ألا وهي لحظة محاولة أحد الأشخاص الاعتداء على الملياردير من أصل استرالي ووثوب زوجته الصينية الأصل، ويندي دينغ، للدفاع عنه بشراسة وسط ذهول كل من في القاعة وملايين من تابع الحدث المنقول على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزة إلى كافة أصقاع المعمورة. وتحت عنوان "مردوخ يتذوق فطيرة الذل" أفردت صحيفة " الديلي تلجراف" البريطانية مساحة كبيرة على صدر صفحتها الأولى لصور وينغ وهي تنقض كما اللبوة أو النمرة الجريحة على "الكوميدي" الشاب جوني ماربلز الذي حاول تمريغ وجه زوجها روبرت مردوخ بصحن من رغوة معجون الحلاقة وهو يخاطبه بعبارة "يا لك من ملياردير شرِّير بذيء". وقد أفردت الصحيفة افتتاحيتها اليوم للحديث عن فضيحة التنصُّت، ولكن تحت عنوان: "لقد قام البرلمان بدوره، وجاء الدور الآن على رئيس الوزراء". وقد تناغم تصوير صحيفة "الجارديان" البريطانية للحدث مع تغطية "الديلي تلجراف" له، سواء من حيث الإثارة وتشابه العناوين وطريقة انتقاء وعرض الصور. فتحت عنوان "فطيرة مردوخ المذلِّة"، تنشر الصحيفة على معظم صفحتها الأولى ثلاثة صور متسلسلة: في الأولى يظهر ماربلز وهو يلقي صحن الرغوة بوجه مردوخ، وفي الثانية تنقض الزوجة وينغ على مهاجم زوجها وتهمُّ بصفعه وطرحه أرضا، وفي الثالثة ينهض جيمس لنجدة أبيه المستهدف وسط ذهول الحضور. وقد نأى مردوخ بنفسه عن المسؤولية عن فضيحة التنصُّت على الهواتف في بريطانيا. تغطية التايمز للحدث، وبشكل مفهوم، جاءت أقل إثارة لتعكس تعاطفا واضحا مع مالك الصحيفة، إذ تعنون على صفحتها الأولى بكلمتين اثنتين فقط: "دفاع مردوخ". وتحت هذا العنوان تنشر الصحيفة صورتين اثنتين: صورة صغيرة لحادثة الاعتداء على مردوخ، وأخرى أكبر تظهر فيها الزوجة وينغ الشابة الحزينة على ما حلَّ بزوجها "العجوز" يوم الثلاثاء "الحزين". أمَّا مردوخ، فقد جلس بجانب زوجته داخل السيارة التي أقلَّتهما من "بورتكيوليس هاوس" الملحق بمجلس العموم في نهاية جلسة الاستجواب التاريخية. لكنه بدا مسترخيا وسعيدا، وكأن لسان حاله يقول: خسرت السمعة والمال وكسبت زوجة فتية تستميت بالدفاع عني في شيخوختي! وتتابع الصحيفة "حملة التعاطف" مع مردوخ في العديد من المقالات النقدية والتحليلية في الداخل، وحتى في الكاريكاتير الساخر على الصفحة الخامسة والعشرين، والذي يصوِّر صحن الرغوة الذي قذف به ماربلز في وجه مردوخ، لكنه أخطأه وأصاب وجه رجل الشرطة المفروض به أن يحمي قطب الإعلام الذي انحنى أمام الهجوم فنجا منه. أمَّا الرسالة فواضحة: لقد دفعت الشرطة، المنوط بها توفير الحماية لمردوخ، ثمن فشلها وتقاعسها، وهي الخارجة أيضا من فضيحة التنصُّت بحصة وافرة استقال على أثرها قائد شرطة العاصمة لندن ونائبه.