يبحث المنتخب الإيطالي عن أول فوز له في بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2012" حين يلتقي نظيره الكرواتي غداً الخميس في مدينة بوزنان البولندية ضمن المجموعة الثالثة. وفي المباراة الثانية يخوض المنتخب الإسباني مباراته أمام نظيره الأيرلندي تحت شعار "لا هامش للخطأ" بعد تعادله في الجولة الأولى مع إيطاليا بهدف لمثله، حيث يسعى اللاعبون لتأكيد "هوية البطل" بصفتهم حاملي اللقب.
منتخب إيطاليا
منتخب كرواتيا إيطاليا X كرواتيا ( 7:00 مساءً ): في الجولة الأولى حقق الإيطاليون تعادلاً بطعم في الفوز أمام إسبانيا حاملة اللقب بهدف لكل منهما، فيما ارتقى الكروات لصدارة المجموعة مبكراً بالفوز على جمهورية أيرلندا بثلاثة أهداف لواحد. ويدرك المدرب الإيطالي تشيزاري برانديلي أن كرواتيا فريق قوي على المستوى الخططي ويملك لاعبين من ذوي الخبرة، إلا أن التألق الذي لازم أعمدة الأتزوري أمام إسبانيا مثل الحارس جانولويجي بوفون والمدافع جورجيو كييليني ولاعب الوسط أندريا بيرلو يدفعه للتفاؤل. وربما يبقى الهجوم الشاغل الأبرز لبرانديلي في ظل حالة الانفلات العصبي التي ظهر عليها رأس الحربة ماريو بالوتيلي، وأدت لاستبداله مبكراً أمام إسبانيا والاعتماد على أنطونيو دي ناتالي صاحب الهدف. ويعتبر ضعف اللياقة السلبية الأبرز لدي ناتالي بالنظر إلى تقدمه في العمر (34 عاماً) وهو ما قد لا يضمن منه أداء مرتفعاً طيلة 90 دقيقة أمام دفاع منظم مثل كرواتيا. ويبدو برانديلي في طريقه للاستمرار بطريقة 3-5-2 بعد أن أثبتت نجاحها أمام إسبانيا، وظهر دانييلي دي روسي بشكل طيب في قلب الدفاع بين ثنائي يوفنتوس كييليني وليوناردو بونوتشي. وعلى الجهة الأخرى، يؤمن المدرب الكرواتي سلافن بيليتش بأن جعبة فريقه ما زالت تتسع للكثير، وأن الفوز قد يضمن له التأهل بغض النظر عن لقاء إسبانيا في الجولة الأخيرة. ويعتمد بيليتش على فاعلية ثنائي الهجوم ماريو مانجوكيتش ونيكيتسا يلافيتش اللذين هزا شباك أيرلندا، وهو ما يدفعه للتفاؤل بشأن قدرة فريقه على استغلال الفرص القليلة التي سيسمح بها الطليان. ويمثل لوكا مودريتش وداريو سرنا عنصري خبرة لكرواتيا، حيث يصل الأول بين الوسط والهجوم، في حين يشن الآخر هجمات من الجبهة اليمنى على أمل إرسال عرضيات تجد رأس الفارع مانجوكيتش. ويتشابه الفريقان في أن كلا منهما يلعب بثنائي هجومي بعكس أغلبية الفرق التي تعتمد على رأس حربة وحيد مدعم بجناحين وصانع ألعاب متقدم.
منتخب أيرلندا إسبانيا X أيرلندا (9:45 مساءً ): المنتخب الإسباني يدخل هذا اللقاء في ظل الجدل الذي دار بعد المباراة الأولى أمام إيطاليا، بسبب التشكيل الذي لعب به المدير الفني فيسينتي ديل بوسكي حيث لم يدفع بمهاجم صريح منذ بداية المباراة وترك كلا من ألفارو نيجريدو وفرناندو توريس وفرناندو يورينتي على دكة البدلاء. وحتى الآن لم تتضح صورة التشكيل الذي ينتوي ديل بوسكي خوض مباراة أيرلندا بها وهل سيدفع بمهاجم صريح، أم سيلعب بخطة 4-6-0 على أن يؤدي فابريجاس صاحب هدف التعادل في مباراة إيطاليا نفس الدور الذي يقوم به الأرجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة. يأتي هذا في الوقت الذي من المتوقع ألا يشهد خطا الدفاع والوسط أي تغييرات، على أن يتم الدفع في الجانبين بألبارو أربيلوا وجوردي ألبا وجيرارد بيكيه وسرخيو راموس كقلبي دفاع. وفي خط الوسط فلا شك أن ديل بوسكي سيعتمد على المحور الثلاثي المكون من تشابي ألونسو وتشافي هرنانديز وسرجيو بوسكيتيس على أن يحلق أندريس إنييستا وديفيد سيلفا في الأطراف والعمق لتمويل رأس الحربة الذي سيقع عليه الاختيار بالفرص التهديفية. ويعتبر الفوز هو الخيار الأوحد بالنسبة لإسبانيا حتى لا تدخل في أي حسابات معقدة، وبخاصة أن مباراة إيطاليا كشفت أن عواراً ما اعترى طريقة ال"تيكي تاكا" الشهيرة التي سيطر بها الإسبان على منافسيهم في السنوات الأربع الماضية. أما المنتخب الأيرلندي فيدخل هذه المباراة أيضاً تحت تحت نفس الشعار، فبعد خسارتها من كرواتيا في المباراة الاولى بنتيجة 3-1، فإن مديرها الفني جيوفاني تراباتوني على دراية بأن مواجهة إسبانيا ستعني "إما كل شيء أو لا شيء"، حيث إن الخسارة ستعني خروجها رسمياً من منافسات البطولة. وعلى الرغم من هذا فمن غير المتوقع أن يخوض "الفتيان الخضر" مباراة هجومية، فهذا الأمر سيحمل قدراً كبيراً من المخاطرة، التي لا يفضلها تراباتوني الذي سيلجأ إلى مدرسة "الكاتيناتشو" الإيطالية، التي سبق وأثبتت نجاحها مع الإسبان مرة في مباراة إيطاليا وإسبانيا بالجولة الأولى، والأخرى في نصف نهائي دوري الأبطال بين تشيلسي بقيادة روبرتو دي ماتيو وبرشلونة الإسباني.
