كشف أحد قادة الشرطة التايلاندية السابقين أمس الخميس أمام محكمة جنائية أن اختطاف وقتل وإحراق جثة رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي عام 1990 نُسبت إلى الشرطة بشكل رسمي في اجتماع لقادتها، عقب الواقعة بأيام، حين قال أحد الضباط "لقد كان يجب استجواب رجل الأعمال السعودي الرويلي، وليس قتله". وهذه العبارة أثارت مناقشة بين الضباط في الاجتماع، وبعدها طُلب وقف التحقيق في القضية. وقالت صحيفة "ذا نيشن" التايلاندية الجمعة: إن اللفتنانت كولونيل كالور كيرديت، أحد قادة الشرطة التايلاندية السابقين، قدّم أمس إفادته أمام محكمة "راتشادبيسك" الجنائية، في قضية الجنرال سومكيد بونتانوم قائد المنطقة الخامسة، و4 ضباط آخرين، المتهمين باختطاف وقتل رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي، في 12 فبراير عام 1990. وأضافت الصحيفة: إن كالور كيرديت سبق أن حُكِم عليه بالإعدام لدوره في مقتل زوجة وابن تاجر المجوهرات، المتهم بشراء بعض المجوهرات المسروقة من السعودية عام 1989، قبل أن يُخفَّف الحُكْم إلى السجن. وفي إفادته أمام المحكمة قال كالور كيرديت إن السعودية أرسلت النقيب شاهد السوري؛ لمتابعة تحقيقات الشرطة التايلاندية فيما يتعلق بسرقة المجوهرات من أحد قصور الرياض على يد العامل التايلاندي كريانكراي تيكمونج. وأضاف كالور كيرديت بأن الضابط السعودي هاتفه يوم 1 فبراير 1990 طالباً حمايته بعدما نجا من الهجوم، الذي أسفر عن مقتل الدبلوماسيين السعوديين الثلاثة "عبدالله بصري وفهد الباهلي وأحمد السيف". وفي اليوم التالي زار كرديت الضابط السعودي في شقة بالعاصمة التايلاندية بانكوك، وتناولا الطعام، وخلال هذه الزيارة تعرَّف كرديت على رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي، وتناولا الطعام معاً بصحبة الضابط السعودي، قبل اختفاء الرويلي فيما بعد. وفي شهادته أمام المحكمة قال كرديت "إن تحقيقات الشرطة في ذلك الوقت شكّت في ضلوع رجل الأعمال السعودي الرويلي في مقتل الدبلوماسيين الثلاثة، بعد نزاع بينهم يتعلق بإرسال عمالة تايلاندية إلى السعودية". وأضاف كرديت بأنه عقب نشر الصحف خبر اختفاء الرويلي دعاه الجنرال سواينج ثرسوات إلى اجتماع لقيادات الشرطة، وفي ذلك الاجتماع قال أحد قادة الشرطة، وهو جنرال تانو هومهون "لقد كان يجب استجواب رجل الأعمال السعودي الرويلي، وليس قتله"، وهذه العبارة أثارت مناقشة قصيرة بين الضباط في الاجتماع. وقال كرديت: عقب الاجتماع أصدر الجنرال سواينج ثرسوات أمره لي بوقف التحريات عن القضية. ويضيف كرديت "رغم هذا الأمر لكنني لم أتوقف عن التحريات، حتى وصلت إلى خيط في القضية، حين علمت من مصدر أنه عقب وفاة الرويلي جلب المتهمون الخمسة جثته إلى (تشون بوري) بهدف إحراقها، وأكد المصدر أن نقيب الشرطة السابق وأحد المتهمين الخمسة سوراديك أودمدي هو من قام بنقل جثة الرويلي". وأضاف كرديت: في عام 1993 تم اتهام الجنرال سومكيد والضباط الأربعة، لكن القاضي العام رفض إدانتهم. وقالت الصحيفة: إن قسم التحريات الخاصة تولى التحقيقات في قضية الدبلوماسيين ورجل الأعمال عام 2006، وفي أعقاب ذلك قام القسم بمقابلة كرديت مرتين باعتباره شاهداً. وقال كرديت: إنه لا يعرف المتهمين الخمسة، وليس بينه وبينهم أية نزاعات؛ فقد ظل في السجن فترة طويلة. وقد عقدت المحكمة اليوم جلسة استماع نهائية لشهادة الضابط كرديت في التاسعة والنصف من صباح اليوم.