لم تفقد تايلند الأمل في إمكان إصلاح علاقاتها مع السعودية التي يعتورها الفتور منذ اغتيال أربعة ديبلوماسيين في بانكوك في عام1990 واختفاء رجل أعمال سعودي، في أعقاب حادثة سرقة مجوهرات وأحجار كريمة من أحد قصور الرياض في عام 1989. فقد وجه وزير العدل التايلندي المدير السابق لإدارة التحقيقات الخاصة الكولونيل ثاري سودسونغ بالتوجه إلى السعودية لإجراء مزيد من التحقيقات في شأن اختفاء رجل الأعمال السعودي المفقود في بانكوك منذ العام 1990. وكان الكولونيل سود سونغ طلب من الوزير السماح له بالسفر إلى السعودية في 25 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، بعدما قررت إدارة التحقيقات الخاصة إعادة فتح التحقيق في اختفاء رجل الأعمال السعودي محمد الرويلي. ويذكر أن سودسونغ يشغل حالياً منصب نائب وكيل وزارة العدل، لكن الوزير رأى تكليفه بالمهمة السعودية بسبب خبرته السابقة في ملف التحقيقات. وفي تطور ذي صلة، ألقت إدارة التحقيقات الخاصة القبض على خمسة ضباط شرطة، بعضهم عاملون والآخرون متقاعدون، للتحقيق في اختفاء الرويلي. وقال مسؤول في الإدارة إن استدعاء الشهود الخمسة ناجم عن تمكن محققي الإدارة من كشف أدلة جديدة. ورجحت صحيفة «بانكوك بوست» أنها تتعلق باحتجاز الرويلي وتقييده. ويعتقد محققون في تايلند أن الرويلي على علم بمصير المجوهرات المسروقة. لكنه شوهد للمرة الأخيرة في العاصمة بانكوك في 12 شباط (فبراير) 1990. وذكرت «بانكوك بوست» أنه يُعتقد بأن الشرطة اختطفت الرويلي، وأساءت معاملته أثناء الاستجواب ثم قتلته للتستر على تعذيبه. وقال نائب مدير التحقيقات الخاصة الكولونيل نارات سويتنانت إن إدارته تنسق مع السلطات السعودية التي قال إنها راضية عن التقدم الذي بدأ يحرزه التحقيق. وبين الضباط الذين تمّ استدعاؤهم للتحقيق ضابط برتبة جنرال، واثنان برتبة كولونيل، وآخر برتبة كابتن، وجندي في الشرطة. ومن المقرّر طبقاً للقانون التايلندي أن تسقط مساءلة الشهود بسبب «التقادم» في 12 فبراير المقبل. وطلب المدعي العام التايلندي من المحكمة الجنائية إعلان الرويلي مفقوداً بحسب التعريف القانوني. وستعقد المحكمة جلسة بهذا الخصوص غداً (الاثنين). وطلب رئيس وزراء تايلند ابهيسيت فيجاجيفا من مسؤولي إدارة التحقيق الخاصة التعجيل بكشف غموض اختفاء رجل الأعمال السعودي، وألا يؤثر الادعاء بتورط ضباط شرطة كبار، أحدهم برتبة جنرال، في سير التحقيق. ويُذكر ان الديبلوماسي السعودي عبدالله المالكي اُغتيل رمياً بالرصاص في بانكوك في عام 1989، فيما اغتيل الديبلوماسيون السعوديون عبدالله البصري وفهد الباهلي وأحمد السيف في كانون الثاني (يناير) 1990. ولم تقم السلطات التايلندية، بالقبض على الجناة حتى الآن. وتقول صحف بانكوك إنهم كانوا مكلفين بمتابعة التحقيقات في المجوهرات السعودية المسروقة.